دافعت صحيفة “لوبوان” عن الكاتب الفرنسي الجزائري لديها كمال داود، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أول أمس الأربعاء، أن باريس تلقت إخطارا بأن القضاء الجزائري أصدر “مذكرتي توقيف دوليتين” بحقه.
وكتب مدير “لوبوان”، إتيان جيرنيل، قائلا “تُعبّر صحيفة لوبوان عن دعمها الكامل لكمال داود، المستهدف بحملة افتراء ومضايقات قضائية من قبل الديكتاتورية الجزائرية، التي تخوض بلا شك حربا ضد الكتاب وحرية التعبير. لن نتراجع قيد أنملة!”.
وفي مقال له منشور عبر الصحيفة، قال داود: “خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، قُتل الكتّاب. واليوم نضعهم في السجن ونصدر مذكرات اعتقال بحقهم”.
كما علق بتغريدة على موقع “إكس” قائلا: “ابكي يا وطننا الحبيب! نرحب بسفاحيك ونطارد كتابك. سنستيقظ ذات يوم على وطن بين أحضاننا وليس فقط في ذكرياتنا”.
من جانبها، نددت دار “غاليمار” الناشرة لمؤلّفاته، “بحملات التشهير العنيفة التي تقف وراءها بعض وسائل الإعلام القريبة من نظام طبيعته معروفة”.
وسبق للكاتب أن فضح أكاذيب النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، وأجهض كل مناورات الكابرانات التي كانت تحاول المس بسمعته، حيث فند، في مقال بمجلة “لوبوان” الأسبوعية، الاتهامات، التي وجهت له بأنه استخدم قصة امرأة من ضحايا “العشرية السوداء” الدموية في الجزائر في روايته “حوريات” التي نالت جائزة غونكور.
وتعود ملاحقة النظام العسكري الجزائري للكاتب كمال داود، لكون رواية “حوريات” تعالج موضوعا حساسا، يزعج الكابرانات، ويتعلق بفترة الإرهاب في الجزائر أو ما يعرف بالعشرية السوداء، حيث يسرد فيها قصة “فجر” الحامل، التي فقدت جزءًا من جسدها نتيجة اعتداء الجماعات الإرهابية، وهي تروي لطفلتها المنتظرة مأساتها، لتكون الرواية بمثابة شهادة حية على الأحداث الدامية التي عاشتها الجزائر خلال تلك الحقبة.