ردت صحيفة ” البيان” الإماراتية بقوة على التهجم الذي شنه النظام العسكري الجزائري وأبواقه المأجورة ضد أبوظبي، عقب تصريحات المؤرخ الجزائري محمد أمين بلغيث عبر قناة “سكاي نيوز عربية عن الهوية الأمازيغية في بلده، والتي أثارت جدلا واسعا.
وأوضحت “البيان” أن الهجمة الجزائرية على دولة الإمارات العربية المتحدة لم تبدأ اليوم، ولم تكن وليدة مقابلة صحافية، ولا تحليل إعلامي عابر، بل هي “بدأت منذ أن قررت الإمارات، في ممارسة سيادية خالصة، أن تفتح قنصلية لها في مدينة العيون المغربية، دعما لأخوة حقيقية، واعترافا صريحا بحق مشروع في سيادة موصولة بالتاريخ والجغرافيا. ومنذ ذلك الحين، دخل الإعلام الجزائري في نوبة تشنج دائم، باتت فيها الإمارات شماعة لكل فشل داخلي، ومتّكأ لكل خطاب عدواني، لا يصدر عن حكمة، ولا عن تبصر، ولا حتى عن “قداسة ملح” كما يزعم القائلون”.
وتابع المصدر ذاته، قائلا: “لأن التاريخ لا يُكتب بالصراخ، فقد وجب التذكير، لمن خانه الحفظ، أو خانه الصدق: أن الجزائر ذاتها ـ التي تسرف في التغني بـالمليون ونصف المليون شهيد ـ لم تكن يوما دولة قائمة بذاتها، بل كانت أرضا متروكة للغزاة، تعاقب عليها المغاربة، والإسبان، والأتراك، والفرنسيون، حتى منحها هذا الأخير – مشكورا غير مأجور – استفتاء سنة 1962 صنع به كيانا اسمه الجزائر. كيان ما يزال، رغم مرور أكثر من ستين عاما، يتلمس هويته في خطابات عاطفية جوفاء، ويستند إلى أرقام شعبوية لم يثبت منها شيء، بدءا بـمليون ونصف شهيد، اخترعها جمال عبد الناصر في لحظة تحريض رومانسي، والتقطها الأشقاء هناك، فأدخلوها في مقررات التعليم، وأقحموها في كل خطاب سياسي، ثم، دون حياء، جعلوها اليوم أكثر من ستة ملايين شهيد!”.
وشددت صحيفة “البيان” الإماراتية على أن الجزائر التي تتهم الإمارات بغياب التبصر والعقل، هي نفسها التي تدعم الميليشيات في الجوار، وتؤوي الحركات الانفصالية، وتزرع الشقاق في كل ممر، وتناطح المغرب، ليبيا، مالي والنيجر في آن معا، ثم لا تجد حرجا في أن تقدم نفسها واحة للسلام والحكمة!
وتساءلت بتهكم “ثم ما هذه المظلومية الكوميدية التي تدّعونها؟ أحقا استفزكم تصريح صحافي؟ أنسيتم ما تقولونه كل يوم في إعلامكم عن كل دول الخليج؟ وعن المغرب؟ وعن العالم بأسره؟ أليس منكم من قال قبل أشهر إن الإمارات “دولة غرف مظلمة”؟ وإن السعودية “باعت فلسطين”؟ فهل كنا نرد؟ كلا، لأننا نترفع عن المهاترات، ونشتغل بالبناء لا بالسباب”.