علق الكاتب والمحلل الجزائري ناصر جاب على التصريح المثير للسخرية، الذي أدلى به وزير الاتصال لدى النظام العسكري محمد مزيان، حول عدد الصحافيين الذين ادعى أنهم “يقومون يوميا بتشويه صورة الجزائر في العالم”، قائلا إن الوزير لم يوضح “كيف وصل إلى تعدادهم بهذه الدقة المريبة، هو الموجود على رأس وزارة قد لا تعرف بالضبط عدد الصحافيين الجزائريين، الذين جعلتهم الهشاشة المهنية – الاجتماعية التي يعيشونها غير مرئيين بداية من مستوى الضمان الاجتماعي، نظرا لتنقلهم ضمن قطاعات تشغيل تتراوح بين الأسود والرمادي!”.
وكشف ناصر جاب في مقال جاء تحت عنوان “الوزير الذي أحصى تسعة آلاف صحافي «يتحرشون» بالجزائر”، نشر على أعمدة صحيفة “القدس العربي”، أن التصريح يمكن تفسيره بذلك الشعور بالمؤامرة، الذي ينتاب النخب السياسية الرسمية الجزائرية، عندما تجد نفسها أمام صعوبات التسيير اليومي في علاقاتها بالمجتمع الجزائري في الداخل، وفي علاقاتها الخارجية على وجه الخصوص.
وتابع أن الصعوبات ازدادت مع الوقت، لأن النظام العسكري الجزائري يرفض إيجاد تفسيرات منطقية وعقلانية لها فيرمي بها على حساب المؤامرة، كنوع من الهروب من الواقع وتبرير للسكون وعدم الحركة والفعل التي يتطلبها التصدي لهذه المؤامرة المتخيلة على الجزائر.
وأبرز ان وزارة الإتصال في بلاد العسكر هي جهاز بيروقراطي مركزي فارغ لا يتحكم في أي شيء، “إذا عرفنا أن قطاع الإعلام لا يسيره الوزير وحده، بل تشاركه فيه مراكز قرار عديدة، بدءا من رئاسة الجمهورية وصولا إلى الأجهزة السيادية، كما يقول اخواننا المصريين وهم يتكلمون عن الأجهزة الأمنية المختلفة”.