بعد مرور أيام على قيام رئيس حكومة مدريد بيدرو سانشيز بزيارة رسمية للرباط، والتي رسخت متانة العلاقات بين المغرب وإسبانيا، مازال صراخ النظام العسكري الجزائري يسمع عبر أبواقه الرسمية، ما يكشف الألم الذي أصاب جنرالات قصر المرادية.
وبما أنه يعرف عند الأخصائيين بأنه “على قدر الألم يأتي الصراخ”، فقد لجأت الأبواق الرسمية للكابرانات إلى نشر معلومات مضللة، من قبيل أنه “لم تمر الزيارة التي قادت رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المملكة المغربية، بدون أن تخلف تداعيات على حكومته في الداخل، وفي علاقات بلاده مع الجزائر”، في محاولة بئيسة للتخفيف من آلام الصدمة التي أصابت النظام العسكري، إثر مرور المغرب وإسبانيا إلى السرعة القصوى في شراكتهما.
وادعا إعلام العسكر أن “اختيار سانشيز توقيت الزيارة كان في نوبة غضب”، جراء تعليق الجزائر لزيارة وزير خارجيته، خوسي مانويل ألباريس، و:هو ما جعله يتخذ مواقف وقرارات سوف تمدد من دون شك من عمر الأزمة، بل ستتعقد أكثر”، وفق تعبيره.
وحاولت أبواق النظام العسكري الجزائري الركوب على مطالبة الحزب الشعبي المعارض، حضور رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الجلسة العامة لمجلس النواب الإسباني لتقديم توضيحات بشأن الزيارة التي قادته إلى المملكة المغربية الأربعاء الماضي، مع أن الأمر يعتبر جد عادي في الجارة الإسبانية.
الألم الذي تسببت فيه زيارة سانشيز للمغرب دفع عسكر الجزائر إلى الصراخ والقول إن “رئيس الحكومة الإسبانية دق آخر إسفين في علاقات بلاده المتضررة أصلا مع الجزائر، منذ ما يقارب السنتين”.
نوبة الغضب التي أصابت جنرالات قصر المرادية جعلتهم يوجهون تهديدات لسانشيز، إثر تجديد تأكيد موقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، معتبرين الأمر استفزازا لهم سيكون له “تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية، والتي قد تصل هذه المرة إلى ملف الطاقة الحساس جدا، في إطار ما تسمح به العقود المبرمة بين البلدين”.
ويشار إلى أن النظام العسكري الجزائري شرع في سياسة انتقامية من إسبانيا، إثر تغيير مدريد لموقفها بشأن قضية الصحراء المغربية، حيث يستعمل الغاز والهجرة غير الشرعية كورق للضغط على حكومة بيدرو سانشيز.