في وقت يواصل فيه المغرب تعميق علاقاته الدولية وشراكاته الاستراتيجية وتعزيز ريادته إقليميا ودوليا، يتجه النظام العسكري الجزائري إلى “التقليد الأعمى” للمملكة، على عدة مستويات.
سياسة “التقليد الأعمى” للمملكة، جعلت النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، يتوجه نحو دول شرق أوروبا، في مسعى إلى تعزيز علاقاته وتحقيق انفتاح مفقود منذ فترة، في محاولة “نسخ- لصق” (copier-coller) لسياسة المغرب الخارجية في الانفتاح على جميع الدول.
فبعد أن كان المسؤول الأول عن الدبلوماسية المغربية ناصر بوريطة، قام بزيارات مكوكية لدول البلقان ودول أوروبا الشرقية، في إطار الانفتاح سياسيا على جميع التكتلات الإقليمية بأوروبا، ها هو النظام العسكري يرسل وزير خارجيته أحمد عطاف في زيارات متتابعة إلى دول في شرق أوروبا، في سعي منه لتقليص الهوة بينه وبين الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن جولة عطاف بهذه المنطقة، تأتي في سياق حراك دبلوماسي يقوده النظام الجزائري في منطقة أوروبا الشرقية، الأمر الذي يبرز نوايا العسكر في تحقيق انفتاح وإيجاد بديل لعلاقاتهم التقليدية مع مجموعة غرب أوروبا، فضلا عن البحث عن دعم لموقفهم الداعي إلى مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن رئاسة المجموعة ستعود إلى دولة المجر بعد أشهر قليلة.
ويشار إلى أن علاقة النظام الجزائري مع الاتحاد الأوروبي تمر بحالة من الفتور منذ عدة أشهر، بسبب التداعيات التي خلفتها الأزمة الصامتة مع فرنسا، والقطيعة المعلنة منذ عام ونصف العام مع إسبانيا، مما أدى إلى تأجيل عدة استحقاقات بين الطرفين.