أوضح الكاتب والمحلل الجزائري ناصر جابي أن النظام العسكري الجزائري منع خروج المواطنين للشارع للتضامن مع فلسطين يوم الجمعة، وخطط لمسيرة يوم الخميس وروج لها رسميا كواجهة سياسية، خوفا من كون الجمعة يوم العطلة الذي قد لا تستطيع السلطات التحكم فيه في الحضور الشعبي الكبير الذي يمكن أن يعرفه.
وقال جابي، في مفال جاء تحت عنوان “فلسطين.. قراءة في مسيرات الجزائر والعالم”، نشر على أعمدة صحيفة “القدس العربي”، أن كل هذا حصل بسبب استمرار حالة الخوف التي ما زالت حاضرة لدى السلطات الرسمية من خروج أي تجمع للجزائريين بعيدا عن قبضتها الأمنية الصارمة، حتى لو كان لصالح القضية الفلسطينية
وتابع أن هذا الهوس، الذي يسكن النظام العسكري، هو ما يفسر تعليق مقابلات كرة القدم وغلق الملاعب في البلد. نتيجة الخوف من الحضور الشعبي في الشارع الذي تطور بشكل لافت، بعد تجربة الحراك التي أقلقت النخب الحاكمة وكادت أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بالنسبة لها ولمصالحها على رأس السلطة.
وأبرز أن هذا يأتي في وقت تعيش فيه الجزائر مرحلة تضييق سياسي وإعلامي مسّ كل أشكال التعبير، تعلق الأمر بالقضايا الوطنية قبل الدولية، التي وصل فيها المنع إلى مستويات غير مسبوقة، أوصل بعض الجزائريين إلى الحنين لفترة حكم الرئيس بوتفليقة، التي كان التضييق فيها أقل من الحاصل هذه الأيام. تضييق لم يعد مقبولا من قبل هذا الجيل الذي عاش أجواء مختلفة في سنوات الحراك الشعبي، التي كونت أرضية لتنشئته السياسية والاجتماعية، سيكون من الصعب أن يتنكر لها.