عبر المطرب المغربي محمد الغاوي، عن استنكاره للتصرف الذي أقدم عليه مؤخرا، أحمد بنيمينة ، سفير الجزائر، والمتمثل في انسحابه وحده دون سائر الحاضرين، من أعضاء السلك الدبلوماسي، في حفل نظمته الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في مسرح محمد الخامس، بالرباط، فور سماعه لأغنية ” نداء الحسن”، التي تتغنى بقضية الصحراء.
و وصف الغاوي تصرف السفير الجزائري بأنه يفتقد للياقة، ولا يرقى إلى مستوى الدبلوماسية الحقة، مادام قد قام برد فعل ليس له أي مبرر، على الإطلاق، ولا يراعي القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الجارين الشقيقين.
وقال الغاوي، في تصريح، عبر الهاتف لموقع ” مشاهد”، إنه شارك في هذا الحفل، بأداء أغنيتي ” نداء الحسن”، و” العيون عينيا”، اللتين ظهرتا أيام انطلاق المسيرة الخضراء نحو الصحراء، وكان مندمجا في أدائهما بكل حماس، على حد قوله، ولم ينتبه لانسحاب السفير الجزائري، لكنه علم بالخبر ، فيما بعد، من طرف منظمي الحفل، الذين أوضحوا له ” أن السفير خرج غاضبا”.
وعلق الغاوي على ذلك بقوله:” نحن في بلدنا أحرار، من حقنا أن نتغنى بوحدتنا الترابية، وبرموزنا الوطنية، وليس من حق أي أحد أن يمنعنا من ذلك، مهما كان منصبه، ويؤسفني جدا، أن يتصرف سفير بهذا الشكل، دون مراعاة لمشاعر المواطنين الذين كانوا يتابعون فقرات الحفل”.
وذكر الغاوي، أن الشعب الجزائري مضياف، مثله مثل الشعب المغربي، وتحظى الأغنية المغربية لدى الشباب الجزائري بمكانة خاصة، ويحفظها عن ظهر قلب، مثلها مثل الأغنية الجزائرية، ” وكلما كنا هناك في العاصمة الجزائرية إلا ويخامرنا الإحساس بأننا في الرباط، بين أهلنا وذوينا، نظرا للدفء الذي يغمرنا به أشقاؤنا بكل حب وحفاوة وترحاب”.
وبدوره، أكد محمد بنجلون الاندلسي، ، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التي نظمت الحفل التضامني مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار ” بصمات من أجل فلسطين”، أن السفير الجزائري انسحب وحده، دون سائر ممثلي السفارات العربية والإسلامية في الرباط، فور أن تناهى إلى سمعه صوت محمد الغاوي، وهو يغني ” صوت الحسن ينادي بلسانك ياصحراء”.
وأوضح الأندلسي في تصريح لموقع ” مشاهد”، أن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وجهت الدعوة إلى السفير الجزائري، كغيره من السفراء العرب والمسلمين المعتمدين في العاصمة السياسية للمملكة المغربية، وخصصت له استقبالا جيدا، في إطار حرص الجمعية على أن تكون الأجواء صافية في المنطقة، وفق ماتنشده شعوب المغرب العربي.
وقال الأندلسي إن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، تدافع عن وحدة الأوطان لا عن تقسيمها وتشتيتها إلى كيانات ودويلات صغيرة، مشيرا إلى أن ” الاستعمار الذي ساهم في تفسيم الشعوب مازال مصرا على مواصلة هذا الأسلوب لتفتيت قوة العرب، ونحن في المغرب نعتبر فلسطين والصحراء قضيتين وطنيتين، بالنسبة لنا جميعا، ويهمنا الدفاع عنهما “.
وبعد أن عبر المتحدث ذاته، عن أسفه الشديد لما حدث، أفصح عن الأمل في ألا يتكرر ما حصل في ذلك الحفل الفني، مشددا على أن افتعال والعراقيل والمشاكل بين الدول العربية يقدم خدمة للمخطط الإسرائيلي، الذي يسعى للتفرقة بين الشعوب.
ودعا “المسؤولين في الجزائر إلى أن يكون لهم الإدراك بأن مثل هذه السلوكات تسيء إلى وحدة الشعوب”، مذكرا بأن “الاستعمار مازال يتهددها، وأن قوتها تكمن في اتحادها، والسعي لتصفية الأجواء بينها، بدل تعكيرها”.
إلى ذلك، يرى بعض المتتبعين أن أغنية ” نداء الحسن”، ربما باتت تشكل “عقدة” لدى المسؤولين في الجزائر، مستندين على ذلك بدليل قطع التلفزيون الجزائري لإرساله مؤخرا، لأن موهبة صوتية مغربية، هي الفنانة الشابة “ابتسام تسكت” كانت بصدد غنائها في برنامج المسابقات الفنية ” ستار أكاديمي”..