قال السيد الحسين الوردي، وزير الصحة، إن داء السل لا يزال يمثل تحديا حقيقيا للصحة العامة بالمملكة، إذ تسجل مصالح وزارة الصحة ما يقارب 30.000 حالة إصابة سنويا، يشكل السل الرئوي نصفها تقريبا، مشيرا إلى أن داء السل هو مرض يصيب الساكنة الشابة التي يتراوح عمرها بين 15 و45 سنة.
وأوضح في كلمة له بمناسبة يوم دراسي نظمته العصبة المغربية لمحاربة داء السل احتفالا باليوم العالمي لمكافحة السل، تحت شعار «لنتحد جميعا للقضاء على داء السل» بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية بالمغرب والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن المحددات السوسيو اقتصادية تلعب دورا كبيرا في استمرارية انتشار هذا المرض، أهمها ظروف السكن، الفقر والهشاشة، الاختلاط، الكثافة السكانية الكبرى وسوء التغذية.
وأضاف أن 70% من المرضى ينتمون إلى الأحياء الهامشية لكبريات المدن كالدار البيضاء، سلا، فاس وطنجة، وهي هوامش معروفة بكثافة ساكنتها وهشاشة أوضاعها المعيشية.
للمزيد: الوردي: الحكومة ستعفي المرضى من الأداء المسبق لأدوية الأمراض المزمنة
وبموازاة مع ذلك، استعرض الوزير المجهودات التي يبذلها المغرب لمحاربة داء السل، التي اعتبرها أولوية هامة في الاستراتيجية القطاعية لوزارته، التي رفعت من الاعتمادات المالية المخصصة للبرنامج الوطني لمحاربة داء السل من30 مليون درهم سنة 2012 إلى 65 مليون درهم سنة 2015.
وذكر الوزير أنه تمت المحافظة على استمرارية مجانية التكفل بكل المرضى،سواء في القطاع العام أو الخاص، منذ انطلاقة البرنامج، حيث تتراوح كلفة التكفل بالمريض الواحد المصاب بداء السل غير المقاوم للأدوية من 520 إلى 1.330درهم، في حين تتراوح هذه الكلفة ما بين 13.500 و27.000 درهم بالنسبة للمصاب بالسل المقاوم للأدوية، دون احتساب الأجور والنفقات المتعلقة بالبنيات التحتية والمعدات.
وفيما يخص تحسين العرض الصحي لمقاومة هذا الداء، أبرز الوزير أن وزارته طورت شبكة متكاملة تضم 60 مركزا متخصصا في تشخيص وعلاج السل والأمراض التنفسية مع تعزيزها بوسائل الكشف والتشخيص الحديثة،
وقد مكنت كل هذه المجهودات، حسب المتحدث ذاته، من تخفيض نسبة الإصابة بداء السل بكل أشكاله من معدل107 حالة جديدة لكل 100.000 نسمة في سنة 2000 إلى 89 حالة جديدة لكل 100.000 نسمة في سنة 2015، أي انخفاض بمعدل 17 في المائة. كما تم تحقيق نسبة معدل الكشف للمرض ونسبة نجاح العلاج تفوق 85 بالمائة، مما مكن المغرب من بلوغ أهداف الألفية للتنمية الخاصة بمحاربة داء السل والحصول على الميدالية الذهبية لمنظمة الصحة العالمية.