أن يصوب صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، مدفعيته الثقيلة تجاه حزب العدالة والتنمية الذي يشاركه الحكومة وعلى أمينه العام، عبد الإله بن كيران، في هذا التوقيت، يحمل الكثير من الدلالات، ويجعلنا نطرح مجموعة من الأسئلة، وفي مقدمتها ماذا يدور في فلك قائد التجمعيين؟.
فالرجل بدا أمس السبت بالصخيرات، خلال اجتماع المجلس الوطني لحزب “الحمامة”، وكأنه يريد أن ينقلب على حليفه بنكيران، حيث نعت مزوار رئيس الحكومة بأنه يلجأ إلى أساليب غير مألوفة في المشهد السياسي، “تعكس نزوعا نحو الهيمنة وإرادة التحكم في قرارنا الحزبي المستقل”.
وعبر مزوار عن اندهاشه لما آل إليه النقاش السياسي، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه عبد الإله بن كيران، خلال لقاءاته الحزبية وخرجاته الإعلامية، في وجه عدد من الأحزاب، ومنها التجمع الوطني للأحرار وقياداته في شخص منصف بلخياط.
“ليس لدي تفسير واضح لما حدث.. ولكن ما يمكن أن أقول هو أن الساحة السياسية ببلادنا فيها مساحة كبيرة من الحرية”. بهاته العبارات المختزلة التي تتخللها جرعة من الصدمة تحدث سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية لـ مشاهد24، وهو يعلق على تصريحات صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار.
العديد من المتتبعين السياسيين، يرون أن هذه الخطوة التي قام بها مزوار في حق بنكيران، هي إشارة قوية لفك الارتباط بين الطرفين، فيما لن يكون القادم من الأيام سوى تصريف لأعمال التحالف الحكومي، في انتظار الانتخابات التشريعية المقبلة وتشكيل تحالفات جديدة.
وحسب مصادرنا الحزبية، بعث عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسائل نصية إلى أعضاء الأمانة العامة لحزبه، يطالبهم فيها بعدم الرد على مزوار، إلى حين انتهاء أشغال المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، واتضاح الصورة كاملة، وأنه الوحيد المخول بالرد على ما صدر من صلاح الدين مزوار، وهو الشيء الذي أكده لنا عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية.
وأكد المتحدث ذاته، في تصريح لمشاهد24، أن “صلاح الدين مزوار قدم مقاربة غير سليمة، وما قاله أمام أعضاء حزبه لا أساس له من الصحة، وكله كذب وافتراء، ونتمنى ألا تأثر تصريحاته على ما تبقى من عمر الحكومة”. وأردف أفتاتي، أن بنكيران “سيحاول تفادي أي انفجار، قد تعرفه الحكومة التي لم يتبق في عمرها سوى بضعة أشهر”.
إقرأ أيضا: مزوار: بنكيران مكيحشمش واحنا ماشي خونة!