بمجرد تقديمه لاستقالته من كل المجالس المنتخبة، بدعوى التفرغ لتسيير حزب الاستقلال، سارع حميد شباط إلى زيارة موريتانيا، مؤكدا متانة علاقة حزبه بحزب “الاتحاد من أجل الجمهورية”، حيث تبادلت قيادتا الحزبين الزيارات خلال السنوات الأخيرة.
شباط، وحسب ما نسب إليه في العديد من المواقع الإخبارية الموريتانية، تحدث أيضا بنبرة مطمئنة عن العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط، مشيرا إلى أنها مستمرة ومتجددة، وخصوصا في المجالات الحيوية.
واستدل على ذلك بمشاركة المغرب في الاستعراض العسكري في العاصمة الموريتانية، قبل أن يصف ماتمر به العلاقات السياسية حاليا من فتور بأنه مجرد “خلافات الإخوة”، و “سحابة الصيف التي ستنقشع” في القادم من الأيام.
ولم يفت شباط، وهو يجيب على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحفي بنواكشوط، أن يعبر عن “ثقته في عودة العلاقات الموريتانية المغربية لدفئها، ولطبيعتها، رافضا نعتها ب”الأزمة”، بل بوصفها “خلافات أخوية، وداخل الأسرة الواحدة”، مستبعدا أن تتأثر العلاقات بوجود أشخاص معارضين هناك في المغرب أو في موريتانيا”، وفق ما أورده موقع ” الأخبار” الموريتانية.
الشأن الداخلي المغربي كان حاضرا أيضا في لقاء شباط مع رجال الصحافة، حيث دافع عن تلويحه ب”الاستقالة” خلال الانتخابات الأخيرة، وقال إنه كان يروم من ورائه” تشجيع أنصار الحزب، ورفع مستوى حماسهم، وهو ما تحقق،” حسب تعبيره، قبل أن يؤكد أن الحزب تصدر كذلك انتخابات المستشارين.
للمزيد:هل تغير هذه المحطات مسار العلاقات المغربية الموريتانية؟
ولما سئل عن سر غيابه عن واجهة الإعلام، وتواريه إلى الظل، خلال فترة ما بعد الانتخابات فسر ذلك بأنه “موقف تكتيكي مقصود”، على حد قوله، “وذلك لتقييم نتائج الانتخابات الماضية، ومعرفة مكامن الخلل فيها، ونقاط القوة ونقاط الضعف، وكذا الاستعداد للانتخابات التشريعية في العام 2016.”
وبخصوص تموقع حزبه السياسي، شدد على القول إنه يوجد ضمن معسكر المعارضة في المغرب، “لكنه يساند الأمور التي يرى أنها تصب في مصلحة المواطن المغربي، ولا يقبل أسلوب المعارضة من أجل المعارضة.”
إقرأ أيضا:حزب الاتحاد الحاكم يعيد العلاقات الموريتانية المغربية للواجهة
وأردف أنه ينسق مع أحزاب المعارضة بشكل عام، لكنه تجنب، كما لاحظ ذلك الصحافيون الذين حضروا اللقاء، أن ” يعلق بشكل محدد على السؤال المتعلق بالعلاقة بحزب الأصالة والمعاصرة، حيث رأى شباط أن العلاقات بين الأحزاب في المدن والقرى المحلية لا يمكن أن تعمم، ولا أن تعتبر قاعدة”.