تتجه الأنظار غدا الثلاثاء، إلى مجلس المستشارين الذي سيعقد جلسة عمومية على الساعة الثالثة بعد الزوال، لانتخاب رئيس للغرفة الثانية للبرلمان المغربي ، خلفا للدكتور محمد الشيخ بيد الله، المنتهية ولايته،وذلك طبقا لأحكام الفصل 63 من الدستور.
ومع اقتراب ساعة الحسم، وعلى طريقة العدائيين الكبار في مسابقات ألعاب القوى، تبدو الأمتار الأخير للوصول هي الفيصل الذي يختبر مدى قوة وقدرة ولياقة المتنافسين ..فلمن تقرع الأجراس، لحكيم بنشماس ، أم لعبد اللطيف أو عمو، أم لعبد الصمد قيوح؟
وفي التفاصيل، أنه باقتراح من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يخوض القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، عبد اللطيف أوعمو، السباق نحو منصة رئاسة مجلس المستشارين، مدعما بكل مكونات الأغلبية، لكن لاأحد بمقدوره التكهن، بمدى وفائها بالتصويت عليه، لحظة الاقتراع، في غياب أية ضمانات، ” فالسياسة لاتوجد فيها ضمانات”، حسب تعبير السيد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب ” الكتاب”.
وفي ظل تسارع الأحداث، تحول بيت بنكيران في حي الليمون بمدينة الرباط، خلال عطلة الأسبوع، إلى محج، قصده مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ووفد قيادي من حزب الاستقلال، طمعا في دعم حزب ” المصباح”، إلا أن زعيم هذا الأخير، حسب ما تسرب من الاجتماعين، كان واضحا وحاسما مع ” البام”، معلنا اعتذاره عن مساندة بنشماس، فيما وعد خيرا، ولكن دون أي التزام، رفاق غريمه السياسي حميد شباط ، الذي يلوح منذ مدة بنهج ” المساندة النقدية للحكومة”.
ومقابل كل هذه التحركات، يبدو حكيم بنشماس، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، شبه واثق من الفوز، بدليل انه كان هو المرشح الوحيد، الذي أعلن عن خطة طريق، من خلال ” وثيقة إعلان النوايا”، داعيا إلى العمل في الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، وفق ” الروح التوافقية”.
بنشماس يعلن عن “وثيقة إعلان النوايا” بشأن رئاسة مجلس المستشارين
وقد وصفه الدكتور محمد الشيخ بيد الله، بأنه ” من القادة الكبار للحزب، ومناضل صلب، وقاد فريق البام بمجلس المستشارين في الفترة ما بين 2009 و 2015 بشكل ميزته النجاح على جميع المستويات. “
السباق نحو رئاسة مجلس المستشارين يحتدم بين الاستقلال والأصالة والمعاصرة
وإذا كان فرقاء كل المرشحين يتحركون في كل الاتجاهات بحثا عن الدعم والمساندة، لدى مختلف الأطراف السياسية والمهنية المكونة لمجلس المستشارين، فإن نائلة التازي، المكلفة بالتواصل، داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمرشحة للرئاسة، تبدو وحدها غائبة عن الصورة، ولربما اكتفت بالاتصالات في ردهات الغرفة الثانية للبرلمان، لجذب بعض الأصوات، وإن كانت حظوظها في الفوز، حسب المتتبعين، صعبة وشبه مستحيلة، في ضوء احتدام التنافس بين بقية المرشحين.
إسم نسوي مغمور في عالم السياسة يدخل السباق نحو رئاسة “المستشارين”