هذه الحكومة.. تنتحر

أسوأ سيناريو يتوقعه الجزائريون..
ما هو أسوأ سيناريو قد يتوقعه الجزائريون؟
هو أن تتسبب حرب مجنونة على سبيل الافتراض في شل صادراتنا من المحروقات.. ومنع ناقلات الحبوب من الرسو في موانئنا.. في هذه الحالة إما أن نموت فقرا أو نهلك جوعا.. تذكروا أننا لا ننتج القمح الذي نستهلكه.. فأغلبه يأتينا من الخارج!

المزيد: حين يكتشف الجزائريون بلادهم!

وأسوأ من هذا الافتراض ـ على فداحته ـ.. أن تستمر هذه الحرب أربع سنوات كحد أقصى.. فينفد احتياطينا من العملة الصعبة.. وننتهي إلى حالة من الإفلاس التام.. هذا مجرد سيناريو.. يبدو نظريا بعيد الاحتمال.

لكن وللأسف.. إن ما نفترضه غير واقعي أو غير محتمل الوقوع.. هو في الواقع خلاصة تفكير الحكومة وما تنفذه على الأرض.. أي إنها بأسلوبها في إدارة الأزمة الراهنة.. وهي المسؤولة عن وقوعها بهذه الحدة.. تتسبب في مفاقمتها.. وتحويلها إلى ما يشبه حربا باردة تشن علينا.. بإرادتها هي.. وبسبق إصرار منها.

إنه الخيار الانتحاري نفسه الذي تبنته الحكومة في التسعينيات.. وبضغط الأحداث الدموية السائدة آنذاك.. أمكن الحكومة أن تلعب على”هواها“.. فحطمت قيمة الدينار.. وهوت بالقدرة الشرائية للمستهلك إلى الحضيض.. وابتلع الناس الطعم وسكتوا.

المزيد: أحداث غرداية: صراع مذهبي أم فشل للنظام الحاكم

يومها كانت الحكومة هي الرابح الوحيد من العملية.. فقد أعادت تقييم إيراداتها من العملة الصعبة.. لكن على حساب ملايين الجزائريين الذين دفعوا الثمن غاليا.

أتساءل الآن.. لماذا تقرر رسميا أن يكون الدينار الجزائري إحدى أضعف العملات العربية.. ثمة ثلاث عشرة عملة عربية على الأقل أغلى من الدينار (1 درهم مغربي = 10.8 دج1 ٬ دينار تونسي = 53.9 دج1 ٬ دينار كويتي = 346.3 دج٬ إلخ….).. وإذا ما تعلق الأمر بالدولار الأمريكي فالمصيبة تصبح فادحة (1 دولار أمريكي = 104.4 دج).. واليورو يعادل 113 دج أو أزيد.. ولأن الحكومة تأبى الانتباه إلى الخطر الذي يشكله انهيار قيمة الدينار.. وتتصرف كأن الأمر لا يعنيها.. تاركة لعوامل السوق أن تجر عملتنا إلى الهاوية.. فمن يتحمل عبء هذا الانتحار؟

لا أدري ما الداعي لتعويم قيمة الدينار.. وهو مجرد عملة محلية لا قيمة لها في الخارج.. أليس من باب أولى أن تثبت قيمة صرفه قياسا بالعملات الأجنبية.. اجتنابا للكارثة؟ أتساءل: لفائدة من تتصرف الحكومة على هذا النحو؟ ومن يشير عليها بسلوك طريق الانتحار؟ وهل تقوى على مواجهة شارع هادر.. يقرر في لحظة غير متوقعة أن ينتفض؟

*صحفي جزائري/ “البلاد”

اقرأ أيضا

الحكومة: كلفة الحوار الاجتماعي بلغت 45 مليار درهم

بلغت كلفة الحوار الاجتماعي الذي أطلقته الحكومة منذ تعيينها واستفادت من اتفاقاته شرائح مهنية عديدة، 45 مليار درهم.

بايتاس: مؤسسة الوسيط تواصل جهودها لتسوية ملف طلبة الطب

كشف الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، أن مؤسسة الوسيط، تواصل جهودها لحل ملف طلبة الطب.

في تفاعل مع الحكومة.. التقدم والاشتراكية يضع مقترحاته على مشروع قانون الإضراب

طالب حزب التقدم والاشتراكية الحكومة بالتعاطي بشكل تشاركي، بخصوص مشروع قانون التنظيمي للإضراب. وأوضح حزب …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *