بقلم: سعد بوعقبة*
الويزة حنون تحولت إلى فأل خير على كل من تنتقده فتزيده السلطة تمكينا…! وفأل شر على كل من تمتدحه فتقوم السلطة بإبعاده.
حنون هاجمت حدّاد فتحوّل الرجل بمباركة السلطة إلى قوة سياسية وليس اقتصادية فقط… وامتدحت حنون وزراء فتم إبعادهم من الحكومة مثل حالة يوسف يوسفي.
حنون الآن لا تمتدح الرئيس بوتفليقة ولا تذمه! ربما تفعل ذلك من باب الحفاظ عليه في حالة “البرزخ”، التي يعيش فيها الآن، لا هو في السلطة ولا هو خارج السلطة؟!
هو رئيس حزب الأفالان بصورة شرفية، ورئيس الجمهورية أيضا بصورة شرفية، رغم أن كل ما في البلاد من سلط ينطق باسمه.
هو يعرف كل شيء يجري في البلاد والعالم… حتى أن التلفزة اليتيمة قالت عنه إنه أرسل رسالة تهنئة إلى ملك النيبال بمناسبة العيد الوطني لهذه المملكة! الرئيس يتذكر حتى تاريخ استقلال النيبال، فكيف لا يتذكر التزاماته السياسية أمام الشعب، والتزاماته الدستورية أمام المؤسسات؟! ومن هذه الالتزامات الدستورية أنه يجب عليه أن لا يكون رئيسا لحزب معيّن حين يتم اختياره في رئاسة الجمهورية !
قد يقول قائل إن الرئاسة الشرفية للأفالان من طرف بوتفليقة سببها أنه يتمتع أيضا بالرئاسة الشرفية للجمهورية! والدليل أنه لا يمارس مهام الرئاسة الفعلية إلا في كتابة رسائل التهنئة والتعزية للملوك والرؤساء، كما تفعل ملكة بريطانيا… ويبعث أيضا بالرسائل إلى المواطنين عبر كتبة الرسائل في ديوان رئاسة الجمهورية؟!
حنون تحتج على تعيين مدير “لاناب” الجديد من طرف حداد… ولا تحتج على من عيّن الذي عيّن مدير “لاناب” في هذا المنصب!
الرئيس بوتفليقة “مرمد” كل الأحزاب المعارضة من خلال سحب زعماء هذه الأحزاب المعارضة إلى “الترنب” له خلال عهداته الرئاسية الأربع… أهلك الأرسيدي في العهدة الأولى… وهرس الفيس بالمصالحة التي وصفت بالمكالحة، وحيّد الأفافاس بحكاية الإجماع الوطني، وفتّت حمس إلى أربعة أحزاب بسياسة المشاركة في الحكم!
وها هو يتفرّغ للأفالان والأرندي من خلال إضعافهما بالقلاقل أولا، ثم يتكرّم عليهما بتعيين قادة لهما وبمدهما بفضله ورئاسته الشرفية لهما!
*صحفي جزائري/”الخبر”