مشكلة الجزائر اليوم مبنية على الجهوية، صراع بين الشرق والغرب، وإن صحّ التعبير بين تلمسان وباقي الولايات، رغم وجود تحالفات بين الجهتين، إلا أن الجهوية هي الغالبة، والتاريخ شاهد على ذلك. أما فرنسا لا يهمها من يحكم، بقدر ما يهمها أن يكون ولاؤه لها كبيرا، فمثلا عمار سعداني، المتحصل على بطاقة الإقامة في فرنسا، وضعه حدّاد على رأس الأفالان، حدّاد هذا المدعوم من قبل 3 شخصيات قوية في السلطة، وهم الجنرال حدّاد والجنرال طرطاڤ، هذا الأخير الذي هو على خلاف مع التوفيق، وأخيرا أخ الرئيس، السعيد بوتفليقة. من جهة نرى معارضين لهم محسوبين على المخابرات، هذا هو حال البلد، الشعب اليوم مجبر إما أن يبقى يتفرج على المواجهة المفتوحة بينهم، وإما أن يساند أحدهم على الآخر، في النهاية ليس للجزائر مستقبل واضح، كل شيء مبهم، وكل شيء قابل للتغيير، وقد ينفجر الوضع في أي وقت، ربما يجب أن ننتظر سنوات طويلة جدا عسى أن يأتي جيل يختلف عمن سبقوه، وربي يجيب الخير.
كالي كيته
جدي، رحمه الله، كان يقول: عندما “تتهاوش” الطيور يقع “الدْرَكْ” على السنابلǃ
اليوم “زواوش قرمود” السلطة “يتهاوشو” في سقف صاحب السطحǃ ولا شك أن “الدْرَكْ” سيقع على الشعب المسكينǃ
عندما “تهاوشت” مجموعة تلمسان مع مجموعة تيزي وزو في بداية الستينات، أنتج لنا ذلك نظاما سياسيا تميز بمصادرة حرية الشعب التي حققها بالدماء والدموع، وأنتج لنا حربا أهلية بين الولايات التاريخية، كادت تؤدي إلى الندامة على الثورة ضد الاستعمار.. ولكن الشعب كان واعيا وحاسما فقال كلمته الشهيرة: “7 سنوات دم بركاتǃ”.
اليوم صغُرت السلطة حتى صارت تجمّعا لمجموعات جهوية، وبات فيها “زواوش القرمود” زعماء سياسة واقتصاد وقادة مؤسسات دستورية.
البعض من جيل نوفمبر خان الشهداء في الاستقلال.. والبعض من جيل الاستقلال “تبڤّر” بحليب ڤيڤوز الهولندي، فأصبح أخا لعجول هولندا من الرضاعة، والبعض من الجيل الحالي تخنث حتى صارت النساء “أرْجَل” منه.. فالأفق مسدود فعلا ولا يوجد ما يدل على أن غد البلاد يمكن أن يكون أحسن من حالها الآن.
*صحفي جزائري/”الخبر”