الديمقراطية في مواجهة الفساد والاستبداد

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان25 مايو 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
الديمقراطية في مواجهة الفساد والاستبداد
الديمقراطية في مواجهة الفساد والاستبداد

مع اندلاع موجة الاحتجاجات والرجّات الشعبية، في أكثر من بلد عربي، منذ ديسمبر/كانون الأول 2010، لوحظ أن البؤرة المركزية والنواة الصلبة لمختلف المطالب والشعارات تمحورت حول محاربة الفساد وإسقاط الاستبداد، ولم يرفع هذا الشعار وغيره في المسيرات من أجل الاستهلاك الإعلامي، ولم يكن جزءاً من موضة سوسيو-سياسية، فرضتها مختلف الديناميات الاجتماعية والسياسية التي عرفتها عدة مجتمعات عربية، كما أن لحظة انبثاقه لم تنم عن وجود نزعات وميول انتقامية، بل شكل صرخة جماعية واعية ومدوية، صدرت عن شرائح اجتماعية واسعة، أرادت، من خلال هذه الصرخة، أن تنبه وتشير إلى أن هذه الأورام (الفساد والاستبداد والإقصاء) التي انتشرت على نطاق شاسع، وتغلغلت في مفاصل الدولة، وتجذرت في المؤسسات، إلى أن تحولت على مدى عقود إلى ثقافة وممارسات دمرت، وتدمر، نظام القيم إلايجابية المرسخة للمواطنة والحقوق والواجبات، وخلقت استيهامات وقناعات شاذة داخل المجتمع، وشجعت على الفردانية والانتهازية والمحسوبية والقبول بالإذلال، ونسفت كل المعايير الضامنة للتدبير الرشيد والجيد والعقلاني للمؤسسات، وهذا ما أفسح المجال أمام جحافل أهل سوء التدبير والمحسوبية وشبكات المصالح وعلاقات القرب من الحكم ومراكز صناعة القرار، والنفاق الاجتماعي والكذب السياسي والتزوير وشراء الذمم، وصناعة أساطير وهمية في أكثر من قطاع، وتحويل الرشوة إلى نظام اجتماعي مقبول، لا يثير حرجا أخلاقياً، والجري وراء المال، مهما كانت لا أخلاقية وعدم شرعية المسالك المؤدية إليه، أي أن السلوكات الفاسدة خربت المجتمع والدولة، ونخر سوسها النفوس والعقول، ونهش كل شيء إيجابي وجميل وإنساني.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق