أثار مقطع فيديو للكوميدي المغربي سيمو السدراتي خلال حضوره مباراة للمنتخب الوطني في ملعب لوسيل بقطر جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر وهو يطلب من إحدى زميلاته تصويره قبل لحظة أداء النشيد الوطني، ثم بدا في المشهد وكأنه يعيش لحظة تأثر مفاجئة، وهو ما اعتبره عدد من المعلقين تصنعا واستغلالا لرمز وطني من أجل محتوى موجه لـ”السوشيال ميديا”.
وانتقد عدد من المتابعين ما وصفوه بـ”المبالغة” و”التمثيل”، معتبرين أن السدراتي حاول تقديم صورة مصطنعة من الحماس والوطنية، بينما رأى آخرون أن الأمر لا يستحق كل هذا الجدل وأنه تم تضخيمه بشكل غير مبرر.
وبعد انتشار موجة الانتقادات، خرج السدراتي عن صمته عبر منشور مطول على حسابه في “الإنستغرام”، حيث قال إنه يتفهم غضب المتابعين، لكنه شدد على أن ما وقع كان عفويا وغير مقصود.
وأوضح سيمو أن الحماس في تلك اللحظة كان كبيرا، خاصة وأنه كان داخل ملعب يتسع لأكثر من ثمانية وسبعين ألف متفرج، وأنه لم يكن يتوقع أن يفهم تصرفه كتقمص أو تمثيل.
وأضاف السدراتي أن الدعوة التي تلقاها لحضور المباراة كانت فرصة تاريخية بالنسبة له، وأنه وزملاءه عاشوا التجربة بعفوية كاملة دون نية في الإساءة للنشيد الوطني أو استغلاله.
وأكد السدراتي في رده أن المشهد لم يكن معدا مسبقا، وأنه لم يكن يقصد تصوير لقطة مفبركة، مشيرا إلى أن الأجواء داخل الملعب كانت استثنائية وقوية وجعلتهم يتصرفون دون تفكير.
وشدد الكوميدي على أنه لا يمكن له ولا لزملائه أن يتعاملوا مع النشيد الوطني بعدم احترام، معتبرا أن الأمر كان لحظة صادقة رغم أنها بدت للبعض وكأنها مصطنعة.
وختم سيمو السدراتي توضيحه بالتأكيد على أن الأهم بالنسبة له هو أداء المنتخب وانتصاره، موجها الشكر للمنتقدين والداعمين على حد سواء، ومشيرا إلى أنه يتفهم مختلف الآراء.
وجاء في “ستوري” السدراتي ما يلي: “إوا باش غنبداوا؟ باسم الله الشباب أنا كنتفهم الغضب ديال بزاف منكم، وكنتقبلوا، وكنشوفوا صحيح، لأن فعلا مكانش خاسني نكون متحمس لديك الدرجة. و كان خاسني نعيش اللحظة وننسى التيليفون..”.
وأضاف: “ولكن الأمر وما فيه هو أننا تعاملنا مع الوضع بكل عفوية و مكنا کنخبيو والو، واحنا كنا كنصوروا راسنا قدام أكثر من 78 ألف متفرج بكل عفوية. جاتنا دعوة من المشرفين على البطولة باش نحضرو للنشيد الوطني بأرضية الملعب التاريخي لوسيل و في مباراة كبيرة. بغينا نوثقه اللحظة لأنها أول مرة غنعيشوها، وحنا كنغنيو النشيد الوطني بالأرضية ومورانا المنتخب ديالنا، أعتقد أي واحد غتجيه فرصة بحال هذه غيبغي يوثق اللحظة، حنا كنا جوج وصورنا بعضنا بسرعة قبل ميسالي النشيد الوطني. ربما بزاف معجباتهمش اللقطة، ومغنقدر نقول والوا من غير الإعتذار منهم..”.
وتابع ذات الكوميدي قائلا: “هي لقطة تاريخية بالنسبة لينا وبغينا نوثقوها وصدقات تاريخية ديال بصح ومعمرنا غنساوها.. كانت لحظة حقيقية مخبينا فيها والو، وثقناها قدام الناس لأننا اعتقدنا أنها عادية. الإحساس بأرضية الملعب كان قوي، حنا ممولفینش، ومعرفناش كيفاش نتعاملوا، تحمسنا وصورنا كل لحظة ومعليش أنا كنتقبل العمارية اللي طلعنا ليها شكرا للناس اللي غتفهم، واللي مغاديش يفهموا أنا ألتمس لهم العذر والمهم هو المغرب ربح والكأس ديالنا”.
وتأتي هذه الواقعة لتعيد طرح النقاش حول العلاقة بين المحتوى الرقمي والرموز الوطنية، وحول حدود ما يمكن لصناع المحتوى توثيقه أو استخدامه في منصاتهم، خصوصا في ظل حساسية اللحظات المرتبطة بالهوية الوطنية، بينما يرى البعض أن ما جرى مجرد سوء فهم.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير