كشف القيادي الاشتراكي الإسباني المتقاعد، خوصي بونو، الذي شغل منصب وزير الدفاع في حكومة خوصي لويس، ثباطيرو، ان، انخيل اثيبيس، وزير الداخلية الاسبق في حكومة، خوصي ماريا أثنار، توصل بتقرير سري من جهاز الاستخبارات الاسبانية التي يرمز اليها باحرف c n i، يحذر من هجوم ارهابي وشيك على العاصمة مدريد، وذلك قبل ثلاثة ايام من وقوعه والذي تحل غدا الاربعاء 11 من الشهر الجاري ذكراه.
وكان الهجوم الذي استهدف محطات قطارات الضواحي في مدريد،في ذروة حركة تنقل الموظفين والمستخدمين، قد خلف صباح ذلك اليوم الدموي (11 مارس 2004 )عشرات القتلى ومآت المصابين، بعاهات نفسية وجسدية مستديمة يعانون منها الى الآن.
واستغرب، بونو، الذي تولى رئاسة البرلمان الاسباني في فترة لاحقة، كيف ان الداخلية الاسبانية لم تقدر خطورة الموقف ولم تحمل محمل الجد التحذير الصادر عن جهاز الاستخبارات، ما جعل حكومة، اثنار، توجه الاتهام وهي في عجلة من امرها، الى منظمة “إيتا “الانفصالية وتحميلها مسؤولية الهجوم الإجرامي البشع، اعتقادا منها ان الشعب سيصدقها.
وتساءل،بونو، في معرض مذكراته عن سنواته في السلطة، التي صدر الجزء الثاني منها، عن سر عدم المراقبة الأمنية لجزائري يدعى، العماري، ذو سوابق ارهابية، أدين بسببها وأمضى عقوبات في السجن وثبتت حيازته لجواز سفر مزور، ولكنه ظل حرا طليقا.
ورغم كل تلك الشكوك،فان السلطات لم تحتط من، العماري، الذي اتضح انه كان الدماغ المخطط للهجوم الارهابي الذي شارك فيه عدد من الجهاديين المغاربة، اعتصموا في شقة بحي، ليغانيس، بالعاصمة الاسبانية ؛ ولما حوصروا من طرف قوات الامن، عقب المجزرة التي ارتكبوها وافتضاح أمرهم، نسفوا الشقة التي اعتصموا بها،فماتوا جميعهم.
ووجد المحققون بين اشلائهم بقايا الجزائري مخطط الهجوم، بعد اجراء تحليل الحمض النووي على الأشلاء.
يذكر ان التخبط الذي اصاب حكومة،اثنار واسراعها لتوجيه الاتهام الى منظمة،ايتا،اعتبر كذبا على الشعب ومحاولة مقصودة لتغطية حقيقة ان الهجوم الارهابي تم انتقاما من حكومة، ماريا اثنار، الذي ايد بشكل جنوني، غزو العراق عام 2003 الذي قادته الولايات المتحدة بمشاركة دول اختارت ان تسير في فلكها، رغم زيف الادعاءات والتهم الموجهة الى العراق بحيازة اسلحة نووية، تاكد فيما بعد بطلانها،لذا كان القرار الاول الذي اتخذه الاشتراكيون بعد فوزهم في الانتخابات، انسحابهم العسكري من العراق ما اثار غضب الرئيس بوش الابن وظلت العلاقات بين مدريد وواشنطن، متوترة الى غاية انتخاب الرئيس أوباما.
يذكر ان خروج الاسبان في مظاهرات حاشدة بعدد من المدن الاسبانية ورفعهم شعارات التنديد بخوصي ماريا اثنار، ووصفهم له ب”المجرم القاتل، كان (التظاهر) احد الاسباب الرئيسية التي غيرت اتجاه الراي العام الاسباني نحو التصويت لصالح الاشتراكيين، فعادوا بزعامة، ثباطيرو، الى قصر “لامنكلوا” بينما رجحت استطلاعات الرأي في ذلك الوقت نجاح الحزب الشعبي بسهولة، بالنظر الى النتائج الاقتصادية الايجابية التي حققتها حكومة أثنار، لكن الشعب لم يغفر لها الكذب عليه،فعاقبها اشد العقاب.
وكانت اذاعة “كادينا سير” الواسعة الاستماع، السباقة الى نشر الاسباب الحقيقية للهجوم الارهابي، استنادا الى معلومات مسربة من جهاز الاستخبارات، فكانت نهاية حكم اثنار، الذي لم يترشح اذ ذاك للانتخابات التشريعية، تاركا الفرصة لماريانو راخوي، رئيس الوزراء الحالي.
اقرأ أيضا
احتفالا بذكرى المسيرة الخضراء.. سليم كرافاطا يطرح أغنية “مغاربة”
طرح الفنان المغربي سليم بناني، الشهير فنيا بلقب “كرافاطا”، أغنيته الوطنية الجديدة والتي تحمل كعنوان …
مالية 2025.. اجتماعات مكثفة بمجلس النواب لعرض ميزانيات وزارات ومؤسسات
تنعقد اليوم الثلاثاء، عدة اجتماعات على مستوى اللجان النيابية بالغرفة الأولى للبرلمان.
خبير لـ”مشاهد24″: قرار مجلس الأمن يضع الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” في مواجهة الشرعية الدولية
أكد الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن القرار 2756، الذي يمدد ولاية "المينورسو" إلى غاية 31 أكتوبر 2025، يضع الجزائر وصنيعتها "البوليساريو" في مواجهة الشرعية الدولية، ويحملها مزيدا من الضعوط الدولية على اعتبار ما تعملان عليه من الزيادة في أسباب تهديد الأمن والاستقرار الدوليين.