تواصل طائرات النظام السوري لليوم السابع على التوالي، حملة نشر الموت والدمار في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، على رأسها مدينة حلب التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تدمير آخر مستشفى للأطفال وسقوط معظم المتواجدين فيه، بمن فيهم آخر طبيب أطفال بالمدينة.
وتشن قوات بشار الأسد غارات مكثفة تستهدف بالأساس تدمير مؤسسات البنية التحتية المتبقية في المدينة، حيث تسببت في تدمير أزيد من أربعة أسواق شعبية ومستشفى الأطفال إضافة إلى ومركز كبير للدفاع المدني في ريف حلب الغربي، وذلك في إطار سياسة الأرض المحروقة التي تنهجها منذ مدة للدفع بالمدنيين إلى الهجرة وترك الأحياء التي تسيطر عليها عناصر المعارضة.
وحسب الإحصائيات الرسمية، يقدر عدد المدنيين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بحوالي 350 ألف شخص.
ولعل الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها طائرات الأسد، ساهمت في تفاقم الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق، في ظل توقف معظم أسواق هذه المناطق عن العمل وتعطل خدمات الكهرباء وانقطاع المياه المستمر والذي يمتد أحيانا إلى أيام.
وفي هذا الصدد، يؤكد مسؤول اللجنة الطبية وعضو الائتلاف السوري المعارض جواد أبو حطب أن الغارات المكثفة التي تشنها قوات الأسد منذ أيام، أدت إلى تعطيل نحو 70 بالمائة من خدمة المراكز الطبية في عدد من المناطق على رأسها حلب وإدلب وريف دمشق.
وأضاف أبو حطب أن الضربات الجوية تسببت في مقتل عدد من الأطباء وتهجير آخرين، مشيرا إلى أن سياسة القصف الممنهج أدت إلى نقص عدد الأطباء بـ 90 بالمائة، والتمريض بـ 92 بالمائة، كون الأطباء الذين يقتلون أو يهاجرون لا يتم تعويضهم.
وفي ذات السياق، عبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين عن استنكاره للقصف الذي تنفذه قوات الأسد، حيث أكد من خلال كلمة له أمام مجلس الأم الدولي أنه على جميع الأطراف المحلية والدولية العمل تثبيت اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ مند شهرين.
إلى ذلك، نددت واشنطن بالغارات الجوية التي تشنها قوات الأسد ضد المناطق التابعة للمعارضة، خاصة القصف الذي استهدف مستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في حلب، مشيرة إلى أن ذلك يعد “انتهاكا صريحا لاتفاق الهدنة”.
وأكد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش ارنست، أن الانتهاكات التي يرتكبها نظام الأسد تزيد من الضغوط على اتفاق وقف الأعمال القتالية في المنطقة، داعيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام نفوذه لدى النظام السوري لوقف هذه الانتهاكات.
هذا وبالرغم من سقوط العشرات من المدنيين في توالي الغارات الجوية السورية، أكد المبعوث الأممي في سوريا ستفان دي ميستورا أن الهدنة لا تزال قائمة في هذه الأخيرة، مطالبا كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى استخدام نفوذهما لوقف الأعمال القتالية في المناطق السورية.
إقرأ أيضا:المعارضة السورية تسيطر على معسكر القرميد في إدلب