في آخر تطورات ملف صلاح عبد السلام أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والعقل المدبر للهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية شهر نوفمبر الماضي، وافق هذا الأخير على مساعدة السلطات الفرنسية وإطلاعها على معلومات دقيقة بخصوص عمليات الجماعة في فرنسا.
ووفق ما أشارت إليه صحيفة “إكسربيس” البريطانية، عبر الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت سلسة هجمات باريس التي راح ضحيتها 130 شخصا، عن استعداده للتعاون مع السلطات الفرنسية من أجل إمدادها بمعلومات بشأن الجماعة في فرنسا، وهو الأمر الذي سيجعل منه هدفا رئيسيا للتنظيم الإرهابي.
وجرى اعتقال صلاح عبد السلام إثر مداهمة للشرطة البلجيكية لإحدى الشقق في العاصمة بروكسل، وذلك بعد أربعة أشهر من المراوغة والمطاردة.
ولعل رغبة عبد السلام في التعاون مع السلطات الفرنسية شكل تغيرا مفاجئا في أطوار القضية، فبعد محاولته عرقلة عملية تسليمه إلى السلطات الفرنسية، طالب المتهم الرئيسي في أحداث باريس قبل أسبوع بنقله إلى فرنسا في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى رغبته في إمداد الأخيرة بمعلومات دقيقة بخصوص شبكة تنظيم الدولة في أوروبا ومخططاته.
وكان سيدريك، محامي صلاح عبد السلام قد أكد في وقت سابق أن اعترافات موكله تساوي وزنه ذهبا، مشيرا إلى أنه يرغب في التعاون مع السلطات للكشف عن عناصر التنظيم في أوروبا، خاصة وأنه ساعد في إدارة هذه الشبكة المتطرفة لسنين.
ولعل قرار عبد السلام إدارة ظهره للتنظيم الإرهابي، أثار الكثير من الشكوك بخصوص جديته وصدقه، خاصة وأن الأخير كان من أبرز قيادات “داعش” في أوروبا علاوة على اعتباره العقل المدبر لهجمات باريس الدامية.
هذا واعترف عبد السلام للسلطات البلجيكية انه كان يعتزم تفجير نفسه في “ستاد دو فرانس” في جمعة باريس السوداء، إلا انه عدل عن قراره في اللحظة الأخيرة، مشيرا إلى أن محمد بلقايد، أحد عناصر التنظيم، لم يسعد بعودته سالما من باريس.
وقال بعد السلام “لم يسعد محمد بلقايد بعودتي من باريس سالما، حيث لم أقدر على تفجير حزامي الناسف، إلا أنه طمأنني بأنه سيعمل على إخفائي إلى حين يتم إرسالي إلى مكان آخر”.
واسترسل العقل المدبر لهجمات باريس قائلا “لقد تراجعت عن فكرة تفجير نفسي بمجرد أن أوقفت السيارة على مقربة من الاستاد، حيث اكتفيت بتوصيل العناصر الثلاثة الآخرين، لأتابع القيادة دون وجهة محددة”.
وتابع عبد السلام “لقد تركت السيارة في مكان مجهول قبل أن أركب الميترو لمحطة أو اثنين، ثم قمت بشراء هاتف للاتصال بأحدهم”.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن عبد السلام لم يتحدث إلى المحققين من وقتها، في وقت يؤكد محامي عبد السلام رغبة موكله في التعاون مع السلطات.
ولعل تحول موقف عبد السلام سيجعل منه الهدف الأول لتنظيم الدولة الإسلامية في فرنسا وبلجيكا، وذلك مخافة كشفه عن معلومات حساسة بخصوص الشبكة الموالية للتنظيم المتطرف في أوروبا، والتي كان عبد السلام على اطلاع بأفرادها ومخططاتها.
هذا وكان السلطات القضائية البلجيكية قد أعلنت أمس الخميس، عن موافقتها على تسليم صلاح عبد السلام للسلطات الفرنسية، وفق ما أكدته النيابة الفيدرالية.
وطالبت فرنسا بتسليمها عبد السلام، المشتبه به الأول في سلسلة هجمات العاصمة باريس، والتي راح ضحيتها أزيد من 130 شخصا إضافة إلى جرح مئات آخرين.
إقرأ أيضا:مقتل 3 عناصر على صلة بهجمات باريس في عمليات للشرطة الفرنسية