جاءت هجمات باريس الإرهابية لتدفع فرنسا نحو مزيد من الانخراط العسكري في ما يسمى “الحرب على الإرهاب”.
نشاط دبلوماسي حافل يقوده هذا الأسبوع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وهو ما جعل موقع la depêche يتحدث عن تحول هولاند إلى رئيس حرب.
يوم أمس التقى هولاند برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل أن يجتمع بخمسة زعماء دوليين آخرين، على رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألمانية أنجيلا ميركل.
كما يلتقي هولاند برئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والرئيس الصيني شي جين بينغ والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
سعي فرنسي لتكثيف تنسيقها الدول الكبرى للتخلص من تنظيم “داعش” كما تقول، لا يمنع من وجود مشاكل تعترض تحقيق هذا الهدف.
فإن كانت هذه الدول الكبرى تتفق من حيث المبدأ على التخلص من التنظيم الذي أصبح يشكل خطرا على الجميع، يكمن الشيطان في التفاصيل، والتفاصيل لا تؤشر بالضرورة على أن نادي الدول الكبرى سيكون على كلمة سواء في ما يخص كيفية القضاء على التنظيم.
جزء من الصحافة البريطانية والفرنسية يقر بصعوبة نجاح هولاند في مسعاه لتشكيل تحالف موسع ضد “داعش”. ففي حين عبر ديفيد كاميرون عن دعمه لفكرة تدخل بريطاني، يبقى انتظار البرلمان في بلاد الملكة إليزابيث، وهو أمر مستبعد لأن البريطانيين ما يزالون يعارضون فكرة الدخول في حروب جديدة.
أما في ما يخص الولايات المتحدة، فسبق لصحيفة “تلغراف” البريطانية أن أكدت أن أوباما غير متحمس للتحالف الذي يريده هولاند. موقع “لادبيش” اعتبر بدوره أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تكون في تحالف مع روسيا أو إيران.
مهمة هولاند لن تكون بالضرورة أسهل لإقناع بوتين بتحالفه الجديد، حيث قد يرفض الرئيس الروسي بدوره الدخول في تحالف مع أوباما. كما أن روسيا ما تزال تجابه برفض أوروبي لأسباب عدة معروفة.
فهل ينجح هولاند في إقناع الدول الكبرى بالاجتماع على طاولة واحدة لمحاربة “داعش”، أم أن لكل من هاته الدول حساباتها الخاصة ما ينذر ولربما باستمرار التنظيم في التمدد دون حسيب أو رقيب.
إقرأ أيضا: فرنسا: اليسار يتجه بدوره لتأييد منع الخطب بالعربية في المساجد