خرج المؤرخ و الحقوقي كما يسمي نفسه المعطي منجب، بتدوينة لينشر مغالطات ويضلل الرأي العام بشكل مقصود، بعيدا عن مايسميه بالأكاديمية في التحليل والقراءة.
المعطي منجب حاول أن يروج للمغالطات بقوله أن العفو الملكي عن الصحفيين الثلاثة في ذكرى عيد العرش هو تصحيح لخطأ قضائي، رغم أنه يعلم أن مسطرة العفو الملكي، مسطرة معلومة ولا علاقة لها بتصحيح خطأ قضائي.
وإذا كان المعطي منجب، المستفيد هو الآخر من هذا العفو الملكي، يروج لأن العفو يعني تصحيح خطأ قضائي، فلماذا لم يلجأ ويحث المفرج عنهم على مقاضاة الدولة وطلب التعويض عن سنوات السجن التي قضوها “ظلما” بحسب فهم منجب.
سعى المعطي منجب في محاولة مكشوفة لخلط أوراق قضية توفيق بوعشرين، بغاية التضليل والتدليس، وانغمس بشكل فاضح من خلال تدوينته في تحريض الصحفيين على إعادة “الزخم” لبعض القضايا الجنائية التي لم تعد تحظى باهتمام الرأي العام الوطني.
وفي الوقت الذي اختار فيه توفيق بوعشرين التركيز على حياته الشخصية وما فاته من وقت مع أبنائه وزوجته، يخرج علينا المعطي منجب بتدوينة غير مفهومة السياق ولا التوقيت، ويتحدث عن بوعشرين.
منجب حاول أن يقارن قضية الصحفيين الثلاثة و قضية دانيال كالفان من أجل خلط أوراق من يقرأ تدوينته بشكل مقصود، والدليل أنه بالرجوع إلى بلاغات الديوان الملكي بشأن قضية كالفان، نجد أنها تتحدث عن الاختلالات التي طالت مسطرة العفو، ورتبت وقتها مسؤولية التقصير للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ولم تتحدث نهائيا عن التكييفات القانونية للجرائم الموجبة للحذف من قوائم العفو.
تدوينة منجب جاءت لتعبر عن تيه الرجل الذي لم يعد يركز لا في الحاضر ولا في الماضي والتاريخ كما يدعي، بل بات شاردا وفاقدا للبوصلة منذ مدة طويلة.