1990 كان العام الذي نظمت فيه الجزائر حدثا رياضيا على مستوى دولي كبير، كأس إفريقيا لأمم لكرة القدم.
تنظيم البطولة الإفريقية آنذاك جاء في سياق سياسي خاص، يتميز بالانفتاح الذي أقدمه عليه النظام مضطرا وبالصعود المدوي للإسلاميين بقيادة “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”.
حينها ظفر الخضر بلقبهم القاري الوحيد لكن الفرحة التي عمت البلاد لم تدم طويلا بعد أن دخلت الجزائر في دوامة العنف التي امتدت لسنوات لاحقة حصدت أرواح 200 ألف مواطن وأدخلت البلاد في نفق مسدود.
بعد مرور كل هاته السنوات، عمت الفرحة مدينة وهران بعد أن وقع الاختيار عليها لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2021.
فرحة الفوز بشرف التنظيم لا يرخي بظلاله عليها سوى ما تعيشه الجزائر من ظرف سياسي لا يقل جدية عن سابقه، حيث تتناسل التساؤلات حول مآلات الأزمة الاقتصادية التي دخلتها البلاد وما سيتمخض عنه الصراع الدائر بين أجنحة السلطة لتحديد معالم مرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة.
الفوز بتنظيم الألعاب المتوسطية جاء أيضا ليغطي على خيبة الفشل في احتضان كأس إفريقيا للأمم عام 2017 التي منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” تنظيمها لدولة الغابون.
في مقال لها حول الموضوع، وصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية نجاح وهران في استضافة الألعاب المتوسطية بأنه يؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ “الجزائر ما بعد الإرهاب”، ويعيد بعض الاعتبار للبلاد بعد الإخفاق في احتضان كأس إفريقيا والغياب عن تنظيم تظاهرات رياضية من مستوى كبير.
إقرأ المزيد: رابح مادجر : الرياضة الجزائرية وكرة القدم بالتحديد تحتاج إلى تغييرات وإعادة نظر
بيد أنه وفي غمرة الانتشاء بالفوز بتنظيم الألعاب المتوسطية، يرى بعض المختصين بأن الجزائر تفتقر لسياسية رياضية وهو ما يعني أن الاستفادة الوحيدة من هاته الألعاب ستكون هي المنشآت الرياضية والبنية التحتية.