عبرت منظمة العفو الدولية عن أسفها حيال الوضع الراهن في ليبيا، خاصة مع تنامي ظاهرة الاختطاف التي تعرفها البلاد، و التي لا تنبؤ بالخير.
وأضافت المنظمة على أن هذه العمليات باتت جزء من الواقع الليبي، نظرا لتفشيها في البلاد مثل “الوباء”، مشيرا إلى مسؤولية الجماعات المسلحة في تبني هذه العمليات.
وحسب تقرير المنظمة الصادر أمس الأربعاء، فقد تعرض أكثر من 600 شخص على الأقل للاختطاف منذ العام الماضي، حسب إحصائيات جمعية الهلال الأحمر الليبي، حيث يجهل لحد الآن مكان تواجدهم.
وأعلنت منظمة العفو الدولية في وقت سابق، عن إطلاقها لحملة منددة بظاهرة الاختطاف في ليبيا، وانضوت تحت شعار «اختفوا من على وجه الأرض: المدنيون المخطوفون في ليبيا».
وفي حديثه عن الأوضاع الليبية، قال سعيد بومدوحة، المدير بالوكالة لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، أن ليبيا تعيش وضعا مزريا، فمع الانفلات الأمني، والفوضى التي تشهدها البلاد، بات الليبيون اليوم على”حافة السكين”.
وأشار بومدوحة إلى أن تفاقم ظاهرة الاختطاف، والتي تتم في غالب الأحيان “لأسباب واهية” حسب رأيه، سواء بدعوى الانتماء لمنطقة معينة أو للاعتقاد في انتماء أحدهم لجماعات مسلحة، أصبح يشكل تهديدا مباشرا للمدنين بالبلاد، خاصة مع احتفاظ الجماعات بالرهائن لاستعمالهم كورقة ضغط على جماعات أخرى، أو لطلب الفدية.
وأكدت المنظمة الدولية في تقريرها، على تعرض المخطوفين لسوء المعاملة و التعذيب، وفي كثير من الأحيان لتهديد بالقتل، مع تركهم معصوبي الأعين لعدة أيام، مضيفة إلى لجوء المختطفين لقتل الرهائن في بعض الأحيان ورميهم على قارعة الطريق.
وذكر تقرير المنظمة عددا من أسماء الشخصيات المخطوفة، كان على رأسها سليمان الزعبي، الرئيس السابق في المؤتمر الوطني العام منتهي الولاية، والناشط السياسي عبد المعز بانون، إضافة إلى شخصيات أخرى.
إقرأ المزيد:المجموعة الدولية للاتصال حول ليبيا ترفض فكرة التدخل العسكري
هذا ودعت المنظمة الحقوقية الأطراف المشاركة في الحوار الليبي المدعوم من طرف الأمم المتحدة، بالتعجيل في تشكيل حكومة وفاق وطني من أجل التصدي لهذه الظاهرة التي باتت تحصد أرواح المدنيين الليبيين، والسير بالبلاد نحو حل الأزمة الراهنة.
ويشار إلى أن ليبيا تعيش في الوقت الراهن حالة من الفوضى والاقتتال بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد منذ ثورة 2011 عند سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.