أنهى رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد يوم أمس الجولة الثانية من مشاوراته بشأن تشكيل الحكومة، ومن المنتظر الإعلان عن تركيبتها النهائية بعد غد الاثنين، على أن تعرض يوم الأربعاء المقبل على أنظار البرلمان لنيل ثقة أعضائه.
ووفق مصادر سياسية تونسية متطابقة، ستعرف الحكومة مشاركة حركة النهضة، وذلك بإسناد حقيبة وزارية وكتابتي دولة لها . ومن المتوقع أن يحصل زياد العذاري المتحدث باسم النهضة على خطة وزير معتمد لدى رئيس الحكومة، ولم تحدد بعد طبيعة نشاط كتابتي الدولة المسندتين لحركة النهضة.
وحسب صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم السبت 31 يناير2015، فقد ضغط شق من حركة النهضة بقوة بغرض المشاركة في الحكومة، وقدم عدة شروط للمشاركة، من بينها تحييد وزارات السيادة الأربع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أكبر عدد من الأحزاب السياسية ضمن رؤية سياسية تعتمد على مبدأ التوافق، وهو مبدأ عبر عنه راشد الغنوشي رئيس الحزب في عدة مناسباتعن تمسكه به .
أما حزب آفاق تونس الذي قاطع المشاورات في جولتها الأولى، ولم يحصل على أي حقيبة وزارية في التشكيلة الحكومية الأولى، فقد اقترح الصيد على قياداته السياسية 3 حقائب وزارية، تتمثل في وزارتين وكتابة دولة. وصرح نعمان الفهري القيادي في حزب آفاق تونس بأن “التحالف الأمثل هو التحالف القوي الذي يضم حركة نداء تونس وحزب آفاق تونس وحزب الاتحاد الوطني الحر”. وأوكل الفهري مهمة الفصل في تشريك النهضة من عدمه إلى حركة نداء تونس الفائزة في الانتخابات البرلمانية، وقال إنه لا يمانع في مشاركتها إذا وافق النداء.
ووفق مصادر مقربة من الحبيب الصيد، من المنتظر أن تضم حكومة الجولة الثانية من المشاورات 42 عضوا، أي بزيادة 5 أعضاء عن التشكيلة المعلن عنها يوم 23 جانفي الحالي.
ولضمان مشاركة أوسع لبقية الأحزاب السياسية، فإن الحبيب الصيد سيضيف 4 حقائب وزارية جديدة لتصبح التركيبة الحكومية متضمنة لـ22 وزيرا و4 وزراء معتمدين لدى رئيس الحكومة و15 كاتب دولة، إلى جانب كاتب عام للحكومة. وضمت التركيبة الأولى للحكومة 37 عضوا، وشملت في عضويتها 22 وزيرا وكاتبا عاما للحكومة و14 كاتب دولة.
واستبعدت مصادر في حركة نداء تونس، تحدثت إليها الصحيفة، حصول تغيير في لائحة مرشحي النداء لعضوية الحكومة الجديدة، وأكدت المصادر ذاتها انضمام كل من ياسين إبراهيم ونعمان الفهري عن حزب آفاق تونس إلى حكومة الصيد. أما في ما يتعلق بالحسم في الحقيبة الوزارية التي ستُمنح لأي مرشح، فإن هذا الأمر سيؤجَّل البت فيه إلى آخر لحظات مسار تشكيل الحكومة.
ووفق المؤشرات المتوفرة، فقد توسعت دائرة الأحزاب السياسية المشاركة لتشمل حزب آفاق تونس (8 مقاعد برلمانية) بزعامة ياسين إبراهيم وحركة النهضة (69 مقعدا برلمانيا) وحزب الاتحاد الوطني الحر (16 مقعدا برلمانيا)، إضافة إلى حركة نداء تونس الفائزة بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الماضية بنحو 86 مقعدا برلمانيا. وبهذه المشاركة الرباعية في تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة، فإنها حسابيا ستضمن أغلبية مريحة للغاية مقدرة بنحو 178 صوتا لفائدتها، وهو عدد لم تبلغه أي من الحكومات التي تعاقبت بعد الثورة (حكومات حمادي الجبالي وعلي العريض ومهدي جمعة).
وإضافة إلى الأحزاب السياسية المشكلة للائتلاف الحكومي، تلقى الحكومة الجديدة دعما من قبل عدة نواب مستقلين، وهو ما يجعل عدد المصوتين لصالحها يرتفع. وسيكون تحالف الجبهة الشعبية بزعامة حمة الهمامي وحزبي المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التيار الديمقراطي أبرز الأحزاب المعارضة لحكومة الحبيب الصيد.
اقرأ أيضا
التدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد تسائل الحكومة
يسائل برلمانيون، الحكومة بشأن التدابير الاستباقية لمواجهة موجة البرد بالعالم القروي والمناطق الجبلية.
تونس.. حظر سفر أكثر من 30 شخصا بينهم محامون وقضاة وتوجيه تهم ثقيلة لعبير موسي
قرر قاضي التحقيق بالقطب القضائي الاقتصادي و المالي بتونس منع السفر على أكثر من 30 شخصا بينهم محامون و قضاة وخبراء عدليون شملتهم الأبحاث في ملفات فساد بعد توقيف رجل أعمال معروف.
صناعة السيارات والطيران بالمغرب.. إنجازات تثمر أرقاما إيجابية وترسم صورة مشرقة للمستقبل
رسمت الأرقام والمعطيات التي قدمها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ضمن جلستي المساءلة بغرفتي البرلمان، صورة مشرقة عن منجزات الصناعة الوطنية في ظل أزمات متتالية شهدها العالم.