اعتبر موقع “موند أفريك” أن مشاعر العداء تجاه فرنسا بدأت تتعاظم داخل النظام الجزائري بالرغم من التقارب الظاهر بين الطرفين.
وأكد الموقع أنه منذ سنة تقريبا، زادت مشاعر العداء تجاه فرنسا لدى المسؤولين الجزائريين خاصة بسبب ما تراه الجزائر انحيازا فرنسيا للمغرب وقيام فرنسا بزعزعة الاستقرار في ليبيا ودعم بعض المسؤولين السابقين في جهاز المخابرات ممن تمت الإطاحة بهم من طرف جناح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وكان من نتائج هذا الوضع دفع بعض المسؤولين الجزائريين نحو وقف عجلة التعاون العسكري بين الجانبين والتوجه نحو شركاء آخرين من أجل الإضرار بالمصالح الفرنسية.
أكبر من يناصبون فرنسا العداء حاليا في الجزائر، من بين كبار المسؤولين، هو قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، يقول الموقع الفرنسي، حيث عمد إلى وقف عددا من الملفات التي تعرف تعاونا عسكريا بين البلدين.
قايد صالح أبعد فرنسا عن بعض الملفات التي تستأثر باهتمامها مثل الوضع في ليبيا، حيث يوجد الجنرال على رأس من يعتقدون أن فرنسا تريد الإضرار بالجزائر عن طريق ليبيا.
بالإضافة إلى المسؤولين العسكريين، تبرز مشاعر العداء تجاه فرنسا لدى شخصيات سياسية بارزة مثل مدير ديوان الرئيس بوتفليقة وأحد المرشحين لخلافته في قصر المرادية، الوزير الأول السابق أحمد أويحيى. هذا الأخير، يؤكد “موند أفريك”، يقوم بحملة ضغط من أجل ضرب المصالح الفرنسية في الجزائر.
ويشعر أويحيى أن اللوبي الفرنسي في الجزائر لن يقدم له الدعم في حال تقدم لخلافة عبد العزيز بوتفليقة، لذلك فهو “ينتقم” من خلال النزول بثقله ضد المصالح الفرنسية.
مدير ديوان بوتفليقة كان من أشد من هاجموا الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس بعد نشره لصورته مع الرئيس بوتفليقة على صفحته على “تويتر”، والتي بدا فيها في حالة صحية متدهورة.
إلى جانب أويحيى يبرز كذلك اسم شكيب خليل، وزير الطاقة السابق الذي ما يزال يحتفظ بتأثيره داخل دواليب القرار، خاصة بعد عودته من ملجئه بالولايات المتحدة. خليل كان رأس حربة في مواجهة حضور الشركات الفرنسية في المجال الطاقي بالبلاد، وعلى رأسها شركة “توتال”. هذا وتتعدد الخرجات الإعلامية لوزير الطاقة السابقة ضد المصالح الفرنسية تتعدد في الآونة الأخيرة.
ينضاف إلى هؤلاء كذلك وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون الذي عمل على إقفال المشاريع العمرانية في وجه الشركات الفرنسية مقابل فسح المجال أمام الشركات الإسبانية والبرتغالية والتركية.
المدير العام للشركة النفطية “سوناطراك”، أمين معزوزي، هو بدوره أحد المحسوبين على التيار المناوئ لفرنسا داخل السلطة الجزائرية حاليا، حيث هاجم، منذ توليه المنصب، شركة “تكنيب” الفرنسية التي حصلت على صفقة تجديد مصفاة الجزائر العاصمة.
لائحة المسؤولين الجزائريين المناوئين لفرنسا قد تتسع حسب الموقع الفرنسي الذي اعتبر أن فرنسا “تجد اليوم صعوبة في جعل الجزائر تحبها”.