مع تعاظم الخطر الإرهابي داخل أراضيها، برز السؤال حول ما إذا أصبحت تونس الحلقة الأضعف في معادلة مواجهة الإرهاب مغاربيا، خصوصا مقارنة بالمغرب والجزائر.
في معرض حديثه عن الموضوع، كتب نجيب طويبة مقالا نشر بموقع صحيفة L’Humanité الفرنسية أكد فيه أن الهجوم الذي قاده ما يزيد 50 مسلحا بمدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا في 7 مارس الماضي، لم يكن مجرد هجوم عادي بل عملية حرب الغرض منها السيطرة على جزء من التراب التونسي.
أعضاء “الكوموندو” الداعشي، نسبة إلى موالاتهم إلى تنظيم “داعش”، جاءوا من ليبيا المجاورة أو خرجوا من الخلايا النائمة في المنطقة التي شكلت مكنا لإخفاء الأسلحة من قبل العناصر المتطرفة.
الهدف الظاهر من العملية هو تحويل المدينة إلى ما يشبه الرقة أو الموصل، أولى المدن التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في سوريا العراق قبل أن يبدأ سياسته في التمدد.
إقرأ أيضا: ليبيا..المؤسسة الوطنية للنفط تعلن تبعيتها لحكومة السراج
إفشال المخطط الداعشي لا يعود فيه الفضل فقط إلى فعالية الأجهزة الأمنية كما يؤكد الناطق الرسمي باسم تحالف “الجبهة الشعبية” في تونس، حمة الهمامي، والذي نوه بموقف الساكنة المحلية التي لم تنسق وراء دعوات المتطرفين وقدمت يد المساعدة لأفراد الأمن وأمدت بالمعلومات اللازمة.
واعتبر المرشح السابق لانتخابات 2014 أن تعبأ القوى الديمقراطية والنقابية والمجتمع المدني هو ما وقف في وجه “الإرهاب الإسلامي” على حد وصفه.
رغم ذلك، يرى نجيب طويبة أن تونس أصبحت الحلقة الأضعف في منطقة الكبير في مواجهة الإرهاب، بالنظر إلى تمدد “داعش” قريبا من حدودها في ليبيا، والتحاق الآلاف من التونسيين بصوف الجماعات المسلحة بالخارج وعجز السلطة الحاكمة عن إيجاد استراتيجية منسجمة لمواجهة التهديد الإرهابي.
ويرى حمة الهمامي، الذي يدافع عن عقد مؤتمر وطني للخروج بحصيلة بشأن محاربة الإرهاب، يرى أن مواجهة هذا الخطر يمر عبر استراتيجية “شاملة تأخذ بعين الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية والأمنية وحتى الدبلوماسية”.
ويضيف الناطق الرسمي باسم “الجبهة الشعبية” أنه لا يمكن “الادعاء بمحاربة الإرهاب في الوقت الذي تمد فيه تونس يدها إلى قطر والسعودية وتركيا، في إشارة صريحة منه إلى كون هذه الدول تدعم الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما نفته هذه البلدان مرارا.
السياسي اليساري مضى أبعد من ذلك من خلال اتهامه “الترويكا” التي حكمت ما بعد الثورة بقيادة حركة “النهضة” الإسلامية بتشجيع الشباب إلى الهجرة إلى سوريا، من خلال دعوة الشيوخ الوهابيين الذين كانوا يروجون لخطاب يفرق بين التونسيين.
من جانب آخر وجد الشباب التونسي نفسه مسيجا بسبب فشل الحكومات المتعاقبة التي عملت “على إعادة إنتاج النموذج الاقتصادي لعهد بن علي، لكن بكفاءات أقل، ما جعل أن نسبة البطالة تراوح 20%”.
لذلك، فإن محاربة الإرهاب تمر حسب الهمامي “ببناء أسس جمهورية ديمقراطية حقيقية”.