نشر موقع Slate في نسخته الفرنسية مقالا تساءل فيه عن ما إذا كان الفيلسوف الفرنسي الراحل، ميشيل فوكو ، قد تنبأ بأزمة اللاجئين التي تعرفها أوروبا اليوم.
وأوضح الموقع أن ميشيل فوكو تحدث في 1976 عن كون المجتمعات الغربية دخلت في منطق يرتكز على الاهتمام الكبير بصحتها ورغد عيشها دون الاكتراث إلى الشعوب الأخرى.
وفي حين لم يقم المفكر الفرنسي بإدانة هذا المنطق في التفكير، اعتبر مع ذلك أنه يساهم في تعميق حرمان من ليس لهم ولوج إلى نفس مستويات المعيشة، ما يجعل الشعوب الأوروبية مهددة.
وأطلق صاحب مؤلف “الجنون في العصر الكلاسيكي” على هذا النمط من التفكير اسم “السياسة البيولوجية”، معتبرا أنها قائمة على مبدأ “عش واترك الغير يموت”، حيث يقوم شعب ما بالتركيز على نفسه وبالتالي زيادة احتمالات الوفاة لآخرين.
إقرأ أيضا: رئيس “الموساد” السابق يحمل الغرب مسؤولية الفوضى في ليبيا
واعتبر الموقع الفرنسي أن أزمة اللاجئين تعد مثالا صارخا لما تحدث عنه ميشيل فوكو، حيث يظهر إلى أي درجة تستثمر المجتمعات الأوروبية في تحسين ظروف صحتها في حين تقيم فيه الحواجز القانونية والمادية أمام اللاجئين وإبقائهم بعيدا عن ترابها، وبالتالي تساهم فعليا في وفاة هؤلاء البشر.
هكذا تتنافس حكومات الاتحاد الأوروبي في تبني سياسات متشددة ضد قدوم اللاجئين ووتتسابق لتوجيه رسائل صريحة لثني هؤلاء الهاربين من الحرب عن القدوم إلى أوروبا.
تعليق العمل بفضاء شينغن وفرض عدد محدود لدخول اللاجئين وترك اليونان، الغارقة في أزمة مالية خانقة، تدبر لوحدها مسألة تدفق اللاجئين، تبدو العناوين الأبرز لكيف تتصرف الدول الأوروبية تجاه الأزمة.
الأسوأ يظهر من خلال ما بدأت تقدم عليه بعض السلطات الأوروبية، كالسماح للشرطة في الدنمارك بالاستحواذ على الممتلكات القيمة للاجئين وإعلان سلوفاكيا قبولها باللاجئين المسيحيين فقط، بدعوى أن المسلمين لن يشعروا بالراحة داخل البلاد، كما أن السكان لن يقبلوهم.
تعزيز وسائل المراقبة الأمنية للحيلولة دون مرور اللاجئين يعزز ما تحدث عنه ميشيل فوكو من خلق ظروف موت الآخر.
وبالتالي، يبقى اللاجئون السوريون أمام خيار “السعي للبقاء على قيد الحياة داخل بلدهم أو الانخراط في رحلة خطيرة نحو بلدان آمنة لكنها مقفلة”، يقول الموقع الفرنسي.