يبدو أن أن المشهد السياسي التونسي لا يتسع للحزبين اللذين يقودهما كل من محسن مرزوق وحافظ قايد السبسي، “حركة مشروع” تونس المزمع إعلان مؤتمره التأسيسي في يونيو المقبل، والحزب الأم “نداء تونس“.
ويرجع ذلك، على حد تأكيد أحد الكتاب التونسيين في مقال منشور بموقع Businessnews الناطق بالفرنسية إلى كون الحزبين يمتاحان من نفس الإيديولوجيا ويحاولان استقطاب نفس الفئة من الناخبين.
انشقاق “حركة مشروع تونس” عن النداء بعد الصراع الذي جمع بين محسن مرزوق وحافظ السبسي ساهم في خلق واقع جديد في المشهد السياسي التونسي.
ففي الوقت الذي كان فيه البعض يخشى أن يقود الصراع الذي يشنه “نداء تونس” ضد حركة “النهضة” الإسلامية إلى خلق حالة استقطاب في الساحة السياسية وداخل المجتمع، دفع انشقاق النداء إلى تزايد المخاوف بأن ذلك ساهم في تقوية الحزب الإسلامي بعد أن أصبح القوة السياسية الأولى فعليا في تونس.
إقرأ أيضا: تونس في بحث عن استراتيجية أمنية لمواجهة الإرهاب
وفي حين جعل الصراع الداخلي الذي عرفه ”نداء تونس” إلى إضعاف هذا الأخير، يبقى من المستبعد إمكانية طي صفحة الخلاف ورجوع الغاضبين إلى حضن الحزب الأم بعد أن مضوا في مشروع تأسيس مشروع آخر يعمل في نظرهم على الحفاظ على المبادئ التي تأسس من أجلها “نداء تونس” قبل أن تقع الردة.
ويرى بعض متابعي المشهد السياسي التونسي أن مما يجعل من الصعب تحقيق التقارب بين الحزبين هو كون محسن مرزوق وحافظ قايد السبسي على رأس كل منهما، بالنظر إلى حجم الخلافات بين الرجلين.
الإعلان عن تأسيس “حركة مشروع تونس”، والذي يقول على غرار الحزب الأم أنه يشكل امتدادا لفكر وإرث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، لن يساهم في نظر البعض سوى في بلقنة الصف الحداثي والديمقراطي.
وبالتالي، فإن القادم الجديد على الساحة السياسية التونسية سيكرس مكانة حركة “النهضة” كأول قوة سياسية في البلاد بفضل الانضباط الذي يسود داخله والهواية التي يتصرف بها خصومه في المعارضة، والذين يظل تأثيرهم محدودا.
وفي حين يبقى من الطبيعي أن يشهد المشهد السياسي التونسي، الذي فرض عليه منطق الحزب الوحيد لعقود، تحولات من هذا النوع خصوصا في المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، إلا أن البعض يحذر من تأثير مثل هذه الانقسامات على الاستقرار السياسي للبلاد في هذه الظرفية الحرجة.