وجهت “الجبهة الشعبية” التي تضم عددا من الأحزاب اليسارية والقومية، جملة من الانتقادات إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وذلك على خلفية تصريحاته الأخيرة التي حمل من خلالها مسؤولية العنف الذي عرفته الاحتجاجات الأخيرة بالبلاد لـ “اليسار المتطرف”.
وفي بيان صادر لها، عبرت الجبهة عن استنكارها من تصريحات السبسي، حيث قالت أن “السبسي وجه اتهامات باطلة للقوى اليسارية وتحريضا واستهدافا لها وللجبهة الشعبية بالأساس”.
وأكد الناشط اليساري جوهر مبارك أن “الرئيس التونسي تهجم على اليسار التونسي الذي لعب دورا أساسيا في كل حركات التحرر الوطني بالبلاد ضد المستعمر”.
وإلى ذلك، رد مبارك على تصريح السبسي بالقول “اليسار الذي هاجمته ووصفته بالمتطرف، لولا تضحياته، لولا الشباب المحسوبون على اليسار الذين اعتصموا في باردو، ولولا العناصر المحسوبة على اليسار التي أسست “نداء تونس”، لما تمكنت من الوصول إلى الرئاسة. “
وفي نفس السياق، أوضح المحلل السياسي التونسي شكري بن عيسى أن الاتهامات التي وجهها الرئيس التونسي لليسار المتطرف ليس لها أساس من الصحة، مضيفا أنه “كان لزاما على السبسي الاعتراف بتقصير وفشل وعجز الحكومة عن الوفاء بوعودها الانتخابية، ما أدى إلى اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد مؤخرا”.
وحسب بن عيسى، فإن تصريحات السبسي تشير إلى هروبه إلى الأمام وتملصه من الفشل الحكومي، حيث اختار الحل السلس المتمثل في إلقاء اللوم والمسؤولية التامة على المعارضة.
هذا وكان الرئيس التونسي قد أشار بأصابع الاتهام إلى اليسار المتطرف، حيث أوضح في حوار خاص مع قناة “العربية نت” أن ” أطرافا يسارية كانت تسعى إلى توظيف الاحتجاجات” حيث وصف اليسار المتطرف بـ “الأخطر من الإسلاميين”.
وجاءت تصريحات السبسي على خلفية موجة الاحتجاجات التي عرفتها عدد من المدن التونسية مؤخران حيث خرج الآلاف من المتظاهرين من العاطلين عن العمل احتجاجا على ما “ارتفاع نسبة البطالة في البلاد والتهميش الذي طال عددا من المناطق في البلاد”.
وامتدت موجة الاحتجاجات التي ابتدأت من مدينة القصرين، إلى باقي المدن، عقب مصرع أحد المحتجين بصعقة كهربائية بعدما كان يهدد بالانتحار نتيجة سحب اسمهم من لائحة التوظيف.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الداخلية التونسية حظر التجول في البلاد وذلك للحيلولة دون تمدد رقعة الاحتجاجات، التي تخللتها مظاهر عنف وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة.
وإلى ذلك، وجهت عدة جهات أمنية تحذيرات من استغلال العناصر المتطرفة للمظاهرات من أجل شن هجمات إرهابية جديدة واستهداف أمن واستقرار البلاد.
إقرأ أيضا:الصيد: ما قامت به الحكومة التونسية غير كاف لاحتواء الاحتجاجات