قررت الحكومة الجزائرية الخروج عن صمتها أخيرا، بعد الجلبة التي أحدثتها المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية بشأن استثمار الجزائر 260 مليار دولار من أموالها في الخزينة الأمريكية لإعادة تأهيل مدينة “ديترويت” المفلسة.
وفي بيان رسمي لها، فندت وزارة الصناعة والمناجم المعلومات المتداولة مؤخرا المتعلقة بتصريح وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب بالولايات المتحدة، وحديثه عن تخطيط الجزائر لاستثمار 260 مليار دولار في مدينة “ديترويت”.
وحسب الوزارة الوصية، فإن الأخبار التي تم الترويج لها جاءت نتيجة لاقتراف صحفي قناة “دو ديترويت” الأمريكية “خطأ في الترجمة”، حيث أشار إلى تخطيط الجزائر لاستثمار 260 مليار دولار في مدينة “ديترويت” الاقتصادية التي أعلنت إفلاسها سنة 2008 بسبب الأزمة الاقتصادية التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية حينها.
وفي نفس السياق، أضافت الوزارة أن مبلغ 260 مليار دولار، جرى التطرق إليه خلال عرض المديرة التنفيذية لغرفة التجارة العربية الأمريكية، فاي بيضون للمؤشرات الكلية للاقتصاد الجزائري، على هامش انعقاد مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي المنعقد بين 30 نوفمبر المنصرم و5 من شهر ديسمبر الجاري.
وأوضحت وزارة الصناعة والمناجم الجزائرية، أن المبلغ المشار إليه، يتعلق بالقيمة المالية المخصصة للمخطط الخماسي للجزائر الممتد من 2014-2019.
هذا وشكل خبر عزم الجزائر استثمار مبلغ 260 مليار دولار في الخزينة الأمريكية مفاجأة للجزائريين، حيث خلف موجة من الانتقادات في صفوف السياسيين الذين تساءلوا عن مصدر هذه الأموال في الوقت الذي تتخبط فيه البلاد في أزمة اقتصادية خانقة استدعت نهج سياسة تقشفية صارمة.
وكان النائب البرلماني عن حزب “حركة مجتمع السلم”، نصر الدين حمدادوش قد وجه مساءلة كتابية إلى رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، دعاه من خلالها إلى تقديم توضيحات بخصوص الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية.
وتساءل حمدادوش عن مصدر 260 مليار دولار التي أشار إليها الإعلام الأمريكي، خاصة وأن الجزائر تمر بأوقات اقتصادية عصيبة في الفترة الراهنة، بسبب انهيار أسعار النفط، الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني.
إقرأ ايضا:هل ستستثمر الجزائر “المتقشفة” 260 مليار دولار في الخزينة الأمريكية؟