بالرغم من فضيحة الفساد التي تطارده المرتبطة بالشركة النفطية “سوناطراك”، وبالرغم من كونه فارا إلى المتحدة رفقة عائلته لتفادي محاكمته، إلا أن شكيب خليل يستطيع أن يعول على وجود من يدافع عنه داخل النظام الجزائري.
وزير الطاقة السابق هو “أفضل وزير مر في تاريخ الجزائر”. هذه الشهادة في حق شكيب خليل جاءت على لسان الأمين العام لأول قوة سياسية في البلاد، “جبهة التحرير الوطني”، عمار سعداني خلال حديث مع صحيفة “النهار” الجزائرية.
بالنسبة لسعداني عرف الاقتصاد الجزائري ازدهاره في عهد شكيب خليل بفضل السياسات التي اعتمدها في تدبير قطاع النفط الحيوي بالنسبة للجزائر، باعتباره أول مورد للعملة الصعبة.
أكثر من ذلك، لم يقتصر الأمر على التنويه بكفاءة شكيب خليل، بل ذهب سعداني إلى حد تبرئته من تهم الفساد التي تلاحقه.
تبرئة سعداني جاءت قبل أن يقول القضاء كلمته النهائية في قضية الفساد التي كشفت تحقيقات ضباط المخابرات الجزائرية تورط شكيب خليل فيها.
هؤلاء الضباط عملوا على تلطيخ سمعة شكيب خليل في الوحل في مسعاه لاستهداف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يؤكد سعداني.
ومعلوم أن شكيب خليل من المقربين من الرئيس الجزائري، حيث يدخل في دائرة ما يسمى “جماعة وجدة”، حيث قيل إن بوتفليقة لم يبلع جر أحد رجاله إلى التحقيق في قضية فساد لم تظهر بعد كامل خيوطها.
الفضيحة كانت مدوية لدرجة اضطر معها شكيب خليل إلى الفرار إلى الولايات المتحدة مع عائلته تجنبا للمحاكمة.
مدح سعداني، وهو المقرب من الرئيس وشقيقه ذي النفوذ داخل الرئاسة، السعيد بوتفليقة، وقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، يطرح تساؤلات بخصوص ما إذا كانت هناك مؤشرات تمهد لخروج شكيب خليل من ورطة فضيحة الفساد.
دفاع الأمين العام لجبهة التحرير عن وزير الطاقة السابق جاء بعد توارد أخبار عن حضور هذا الأخير لاحتفالات أقامتها سفارة الجزائر بالولايات المتحدة بمناسبة الثورة الجزائرية.
فهل تعرف قضية شكيب خليل طريقها نحو عودة الرجل إلى مكانه داخل الدائرة الضيقة لمحيط الرئيس بوتفليقة؟.
قد يكون من المبكر الحديث عن سيناريو مشابه، بيد أن ذلك لا ينفي أن هذا الاحتمال يظل قائما.
اقرأ أيضا
سياسيون يحذرون من توظيف الزوايا في اللعبة السياسية بالجزائر
أكد جاب الله أن الزيارات المتتالية التي يقوم بها شكيب خليل إلى الزوايا، محاولة جديدة لتكريس الفساد الذي تشهده الجزائر منذ سنوات
بعد انخفاض عائداتها من النفط..الجزائر في مواجهة أزمة تراجع الإنتاج
شهدت مستويات إنتاج النفط في الجزائر في السنوات الأخيرة، تراجعا كبيرا، ففي السنة الماضية سجلت البلاد انخفاضا بنسبة 80 مليون طن عن أعلى المستويات المسجلة سنة 2007، والتي بلغت حينها 233 مليون طن من الإنتاج.
شكيب خليل وبركة الزوايا..تبييض لصفحة الفساد أم تحضير لرئاسة الجزائر؟
ما الذي دفع وزير الطاقة الجزائري السابق، شكيب خليل، العائد إلى الجزائر رغم ورود اسمه في فضيحة الفساد "سوناطراك 2" يطوف البلاد جريا وراء بركة الزوايا.