يبدو أن الزيارات الرسمية التي تستقبلها الإقامة الرئاسية بزرالدة قد تحولت إلى مناسبات يطلع فيها الشعب الجزائري على الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي بات غائبا عن الواجهة السياسية منذ إصابته بنوبة دماغية عابرة في 2013.
لقطات مصورة قصيرة لبوتفليقة وهو يستقبل ضيوفه، يتحاشى فيها التلفزيون الرسمي التركيز على وجه الرئيس لكي لا تظهر علامات المرض بادية على وجهه، ويتم إخفاء المكروفون الذي يستعين به الرئيس الذي بالكاد يقوى على الكلام من أجل أن يسمع صوته إلى مخاطبيه.
مشهد بات مألوفا بالنسبة للمواطنين، خاصة مع تزايد التساؤلات حول صحة بوتفليقة، ففي ظل تواريه عن المشهد السياسي بالبلاد، والاكتفاء بالخطابات والقرارات التي تنقل إلى الشعب عن طريق مستشاريه أو على لسان وزيره الأول عبد المالك سلال، تتعالى اليوم بعض الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة نظرا إلى عجز الرئيس عن أداء مهامه.
ورغم حرص محيط بوتفليقة الشديد على إظهار صورة “الرئيس القادر”، سواء عن طريق القرارات الصادرة باسمه، أو من خلال التصريحات التي يدلي بها ضيوفه الأجانب، والتي حسب بعض المراقبين للشأن المحلي، تردد نفس العبارات، إلا أنها تبقى غير قادرة على تغطية الصورة الحقيقية لما تعيشه الرئاسة اليوم.
هذا ويتساءل البعض ما إن كان التشابه في العبارات الصادرة عن ضيوف الرئيس، والتي تدور حول صحته بالخصوص، مجرد صدفة، أم أن لمحيط بوتفليقة يدا في ذلك من أجل الرد على الانتقادات الموجهة إلى بوتفليقة من طرف المعارضة، والتي تتهمه بالعجز وعدم القدرة على أداء المهام الرئاسية.
إلى جانب ذلك ورغم تعليقات بعض المسؤولين الجزائريين، ومحاولاتهم طمأنة الشعب الجزائري، إلا أن غياب الرئيس المتواصل عن الأنشطة الميدانية، وتوقفه عن إلقاء الخطابات الرسمية في بعض المناسبات الوطنية كعيد الاستقلال، بات يقلل من مصداقية خطابات السلطة حول قدرة الرئيس على المضي في رئاسة الجزائر.
إقرأ المزيد:الواضح والخفي في الملف الطبي لبوتفليقة
وفي ظل المشاكل التي تعيشها البلاد في الآونة الأخيرة، مع تأزم الوضع الاقتصادي من جهة، وتأثيراته المتوقعة على الجانب الاجتماعي من جهة أخرى، وعجز الحكومة عن إعطاء إشارات مطمئنة حول قدرتها على تدبير الأزمة، يبقى مرض الرئيس آخر ما تحتاج إليه الجزائر التي يبدو أنها مقبلة على تقلبات عدة.