عن جريدة ” التحرير” المصرية ـ محمد منسي:
لن ينسى المصريون، مهما طال الأمد، 5 يونيو 1967، ذلك اليوم الأسود في تاريخ الدولة المصرية، حيث لحق بهم العار والهزيمة دون أن يخوضوا المعركة، حتى رفعوا راية النصر في 6 أكتوبر 1973 على ضفاف قناة السويس.
نكسة 5 يونيو، أو كما يُطلق عليها الإسرائيليون “حرب الأيام الستة”، لم تكن مفاجأة للجيش المصري وقتها، حيث أن الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، أبلغ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر باعتزام إسرائيل شن حرب على مصر، وذلك فى توقيت مقارب لنفس التوقيت الذى وقعت فيه النكسة، إلا أن الجانب المصري لم يتخذ الأمر بجدية.
مصر بدون سلاح جوي:
دوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، صباح 5 يونيو، وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي العملية العسكرية الجوية ضد المطارات المصرية، بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر.
ولعل عنصر المفاجأة، ساهم بشكل كبير في نجاح الضربة الجوية الإسرائيلية، ولم تُستخدم الملاجىء الخاصة ببعض المطارات لحماية الأسطول الجوي المصري من التدمير.
القائد العام للجيش وقتها المشير عبد الحكيم عامر، كان حينها على متن طائرة متجه إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية، ولم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى مطار القاهرة الدولي.
وخرجت إسرائيل، من “حرب الأيام الستة”، باحتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
ولم تنته تبعات النكسة، حتى اليوم، إذ لا تَزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها.
الحرب التي لم نخضها:
اعتمد الجيش الإسرائيلي، على تفوق سلاح الجو، ولذلك أخذت الطائرات تقصف وتمشط المطارات العسكرية المصرية، واستعملت نوعًا جديدًا من القنابل عُرف باسم “القنبلة الخارقة للاسمنت”، بحيث تنتزع بنية مدرجات الإقلاع، بهدف منع الطائرات في الملاجئ من القدرة على الإقلاع في وقت لاحق.
أكاذيب “صوت العرب” تُشعل حماس المصريين:
ساهمت إذاعة صوت العرب، في إثارة حماس المصريين، ببيانات كان يلقيها المذيع أحمد سعيد، اتضح بعد ذلك أنها مجرد “أكاذيب”.
وأعلن أحمد سعيد، النصر للجيش المصري في حرب 1967، ونقل عبر اذاعة صوت العرب بيانات عسكرية مكذوبة منسوبة لمصادر عسكرية في الجيش تؤكد انتصارا ساحقا لمصر، وإسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية.
عبد الناصر يقرر التنحي.. والشعب يرفض
“لقد اتخذت قرارًا أريدكم جميعًا أن تساعدوني عليه.. لقد قررت أن أتنحى تمامًا ونهائيًا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر”.. هكذا خرج الرئيس الراحل عبد الناصر، لجموع المصريين، 9 يونيو، إلا أن المصريين خرجوا في مظاهرات بالملايين رافضين ما اتخذه عبد الناصر.
ورضخ عبد الناصر، لرغبة الشعب، وبدأ مرحلة البناء من جديد، وبداية حرب الاستنزاف.
عبد الحكيم عامر.. منتحرًا أم مسمومًا ؟
فسدت العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، عقب نكسة 5 يونيو، بعد إصدار عبد الناصر قرارًا بتنحية عبد الحكيم عامر عن قيادة الجيش وتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية، وهو القرار الذي رفضه عبد الحكيم عامر بشدة، وحزم حقائبه واتجه إلي بلدته أسطال ليقضي بها بعض الوقت، غير أنه سرعان ما عاد إلى القاهرة بعد أيام وتحديدًا أول يوليو.
وتم وضع عبد الحكيم عامر، قيد الإقامة الجبرية في منزله بالجيزة، في أغسطس من نفس العام، وكان يصر على محاكمته ومحاكمة قيادات الجيش.
وتوفى عبد الحكيم عامر، في 14 سبتمبر من نفس العام، ويقال أنه أقدم على الانتحار بسبب تأثره بهزيمة النكسة، لكن هناك بعض الأصوات تقول أنه مات مسمومًا.
وذكرت، زوجته الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد، إن الطبيب الذي حقق في وفاة المشير عبد الحكيم عامر، أكد لها أنه مات مسمومًا .
“إيلات”.. بداية الاستنزاف:
21 أكتوبر 1967 قررت القيادة السياسية، إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة إيلات وإغراقها، وتشكلت فرقتين للقيام بالمهمة.
ونجحت الضفادع البشرية المصرية، في إغراق المدمرة إيلات بواسطة 4 صواريخ بحرية سطح / سطح، وهي العملية الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية.