مني المنتخب الوطني بهزيمة مخيبة للآمال أمام الكونغو الديمقراطية في بداية نهائيات كأس افريقيا للأمم 2017 المقامة في الغابون، وهي نتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى المستوى الباهت الذي ظهر به الفريق الوطني في الفترة الأخيرة، لاسيما في المباراة الودية أمام المنتخب الفنلندي بالامارات.
عدة أسباب كانت وراء هزيمة المنتخب الوطني، من أبرزها اختيارات المدرب الفرنسي هيرفي رونار، الذي دخل بتشكيلة تضم لاعبين معظمهم يفتقدون للجاهزية والتنافسية، بسبب غيابهم منذ شهور عن الملاعب بسبب الاصابة، وآخرون لا يشاركون في أنديتهم ولا يتم الاعتماد عليهم في مختلف البطولات.
وقد انعكست اختيارات هيرفي رونار على مردودية الفريق الوطني، طيلة ال90 دقيقة حيث ظهر العياء على جل اللاعبين، ووجدوا صعوبة كبيرة في مقاومة اللياقة البدنية للاعبين الكونغوليين، الذين كانوا أكثر حضورا فوق أرضية الملعب من الجانب البدني، وكان تفوقهم واضح في النزالات الثنائية.
المنهجية
لعب المنتخب الوطني بشاكلة (3-5-2)، حيث اعتمد رونار على الثلاثي بنعطية، داكوستا، سايس في خط الدفاع، ثم الأحمدي، درار، منديل، القادوري، بوصوفة، في الوسط، وفي الهجوم كارسيلا، وبوحدوز. فقد كانت هذه الشاكلة غير مناسبة للمنتخب الوطني، الذي اعتاد اللعب بشاكلة (4-4-2)، حيث تركت منهجية رونار فراغا على مستوى الجهة اليسرى بسبب قلة تجربة حمزة منديل، بالاضافة إلى صعود نبيل درار كثيرا نحو الهجوم مما يتسبب بثغرة في الخلف.
نقص التجربة
برزت قلة التجربة في المباريات القارية لدى العديد من لاعبي المنتخب، الذين شاركوا في مباراة الكونغو الديمقراطية لأول مرة، حيث ظهر الارتباك وغاب التنسيق والانسجام فيما بينهم، أثناء التدخلات وخلال العمليات الهجومية، فقد تبين أن مجموعة من اللاعبين افتقدوا للتركيز وللفعالية في هذه المباراة، مثل (منديل، بوحدوز، الناصيري، كارسيلا، القادوري).
صانع الألعاب
بالرغم من الدور الذي قام به مبارك بوصوفة في وسط ميدان المنتخب الوطني، إلا أن عامل السن أثر عليه، الشيء الذي جعله يتراجع للوراء في الشوط الثاني، مقارنة مع الشوط الأول الذي كان فيه نشيطا في الجبهة الأمامية، لكن اعتماد رونار فقط على بوصوفة كصانع ألعاب لوحده، يطرح الكثير من التساؤلات، بعدما أقدم على استبعاد زياش من القائمة النهائية.
فقد كان المنتخب في حاجة لصانع ألعاب قادر على تمرير الكرات في العمق، وتزويد المهاجمين بتمريرات حاسمة وسط المدافعين، عوض الاعتماد فقط على اللعب العرضي، والذي لم يعطي أي نتيجة، بحيث كانت جل الكرات العرضية بعيدة عن المهاجمين.
الأخطاء الدفاعية
الهدف الذي سجل على المنتخب الوطني بالرغم من التدخل الأول للحارس منير المحمدي، يؤكد على أن دفاع المنتخب يشكو من نقص كبير، خاصة من ناحية التغطية والرقابة على المهاجمين، حيث كان دفاع المنتخب غير متناسق، بالرغم من تواجد الثنائي بنعطية وداكوستا، إلا أن المهاجم الكونغولي استغل الهفوة وتمكن من إدخال الكرة في الشباك بلمسة فقظ.
وقد برزت الأخطاء الدفاعية أيضا في المباراة الودية أمام فنلندا، وبالرغم من تأكيد رونار رغبته في الحد منها، والعمل على تصحيح الأمور وإصلاح الاختلالات الدفاعية، إلا أن المشكلة مازالت مستمرة بسبب تموضع المدافعين، وتغييرهم للمراكز، وغياب الانضباط والالتزام بمراقبة المهاجمين.
غياب اللمسة الأخيرة
غابت اللمسة الأخيرة لدى مهاجمي المنتخب الوطني، الذين افتقدوا للفعالية والتركيز، رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم أمام مرمى الخضم، إذ أهدر بوحدوز لوحدة خمسة فرص سانحة للتسجيل، إلى جانب الناصيري الذي بدوره أضاع ثلاث فرص، ثم كارسيلا فرصتين، والعربي فرصتين حقيقتين، بالاضافة إلى عمر القادوري الذي خانه التركيز بعدما توغل في عدة مناسبات داخل معترك الكونغوليين.
فقد اختار هيرفي رونار مهاجمين غير أساسيين يفتقدون للتنافسية، وغير جاهزين من الناحية الذهنية والبدنية للمشاركة في الكأس القارية.
عموما البداية كانت سيئة للمنتخب في “الكان”، خلال أول مباراة والتي تعتبر مفتاح البطولة حسب المختصين والمهتمين، لكن الفريق الوطني مطالب بتحقيق الفوز في المباراة الثانية امام الكونغو إذا أراد المنافسة على بطاقة العبور للدور الثاني.