يبدو جليا أن جبهة البوليساريو الانفصالية، مصرة على المضي قدما نحو استفزاز المغرب، بتنسيق مع موريتانيا ودعم من الجزائر اللتين انخرطتا منذ مدة في تنفيذ مخطط مكشوف يستهدف الوحدة الترابية للمملكة.
وتبعا لذلك،فإن النزاع المفتعل في الصحراء منذ ازيد من أربعين سنة، تريد له الجزائر أن يشتعل من جديد، وأن يعمر طويلا، لكون هذا التصعيد الذي تلوح مؤشراته في الأفق يخدم مخططها العدواني.
وفي ظل التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة بسبب سماح موريتانيا لعناصر من البوليساريو بالعبور نحو المنطقة العازلة،في خرق سافر لكل المواثيق، تتجلى اليد الخفية للجزائر في صب المزيد من الزيت بهدف إطالة عمر الصراع، مختفية وراء الجبهة الانفصالية من خلال الدفع بها نحو الواجهة.
للمزيد من التفاصيل:منتدى فورساتين: الجزائر والبوليساريو تحاول جر المغرب لحرب بالكركرات!
وإذا كانت علاقات موريتانيا بالمغرب تمر حاليا بفترة جفاء،فإن هذا ليس مبررا أبدا للاستسلام، لما تخطط له الجزائر من سيناريو يروم وضع المنطقة في مواجهة حربية حقيقية،لاأحد يمكن له،في حالة اندلاعها، لاقدر الله، أن يتكهن بحجم خسائرها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.
وكان سعار حكام قصر المرادية قد تضاعف منذ إعلان المغرب ونيجيريا عن مشروع أنبوب الغاز، فتحركوا نحو نواكشوط لاستمالتها نحوهم من أجل عرقلته،حتى لايتحقق مستقبلا على أرض الواقع، رغم أهميته الاستراتيجية بالنسبة للقارة السمراء.
وبإيعاز من سلطات الجزائر أيضا،لوحظ أن نواكشوط شرعت في التعامل مع السنيغال بأسلوب أقل ما يقال عنه،أنه يخفي بين طياته نوايا حرب،بدعوى أنها تسعى إلى ضمان الحماية لحدودها ومصادرها الطبيعية من أي استغلال لها من طرف دكار.
ولاشك أن محمد عبد العزيز،رئيس موريتانيا، وهو يصطف إلى جانب الجزائر،مدفوعا برغبته في البقاء على رأس الدولة، مع اقتراب موعد انتهاء ولايته الأخيرة،لايدرك خطورة الدور الذي يقوم به،والذي قد يكون هو شخصيا أول ضحاياه.
إن التواطؤ المفضوح الذي يقوم به بتسهيل مأمورية الجزائر، سوف ينعكس عليه سلبا، وهذا ليس في صالحه،ولا في صالح شعبه الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الشعب المغربي، ومن الضروري الحفاظ عليها وتقويتها وتعزيزها بدل الإساءة إليها بتصرفات لاتقيم وزنا لعلاقات الجوار والتاريخ المشترك.
وإذا كان المغرب قد اختار حتى اللحظة ضبط النفس،وعدم القيام بأي تحرك للرد على تواطؤ موريتانيا في السماح لجبهة البوليساريو باستعراض آلياتها العسكرية،فإن هذا لايعني أبدا أنه لايراقب الموقف عن كثب، بل انه مستعد،كما كان وسيظل دائما،للرد على خصوم وحدته الترابية في اللحظة التي يراها مناسبة لردعهم ووقفهم عند حدهم،خاصة وأنه قوي بوجوده في أرضه.
فمتى تستفيق الجارة موريتانيا من غفوتها، وتستعيد صحوتها ووعيها، وتدرك أن مصلحتها تكمن في الابتعاد عن السقوط في بؤرة الانحياز إلى أطروحات خصوم وحدة المغرب الترابية؟