هل اقتربت نهاية دونالد ترامب ؟ سؤال بدأ يطرح جديا في الولايات المتحدة بعد أن وصلت “الثورة” التي أحدثها المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة ذروتها بحصوله على ترشح “الحزب القديم الكبير” (GOP) كما يسمى في بلاد العم سام، وبدأ تصرفات ترامب تثير الشكوك بين مناصريه حول صواب التصويت له ليحكم البلاد.
خلال الأيام الأخيرة أعطى المرشح الجمهوري لمنتقديه سببا جديدا للتذكير بخطورة خطابه بعد أن هاجما والدا جندي أمريكي مسلم قتل في العراق، ما جعله يتراجع في استطلاعات الرأي حسب ما أكدته صحيفة “تلغراف” البريطانية.
الجنود الأمريكيون كما هو معلوم لهم مكانة خاصة داخل المخيال الجمعي الأمريكي، والذي ساهمت أفلام هوليود والدعاية الرسمية في تشكيله، حيث ينظر لهم دائما كأبطال حرب ضحوا بحياتهم لأجل الحفاظ على أمن الولايات المتحدة والأمريكيين، حتى ولو كان الأمر يتعلق بغزو أمريكي لبلد مثل العراق، شنت عليه حرب بعد حملة أكاذيب قادتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش الإبن حول وجود أسلحة دمار شامل لدى صدام حسين وعلاقة هذا الأخير بتنظيم “القاعدة” الذي خطط ونفذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
هجوم رجل الأعمال والوجه التلفزيوني الطامح لرئاسة الولايات المتحدة قد يكون أشر لبداية دونالد ترامب ، خاصة أن سلوكه جعله عرضة لانتقادات أعضاء الكونغرس عن الحزب الجمهوري كما ألب عليه جزءا من مناصريه، خاصة من أقارب الجنود الذين خدموا أو يخدمون في الجيش الأمريكي.
صحيفة “شيكاغو تريبيون” أكدت أنه في ولاية نيفادا وجد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، مايك بنس، عمدة ولاية إنديانا، في موقف يفرض عليه امتصاص غضب مؤيدي المرشح الجمهوري الذي انتقدوا هجوم هذا الأخير على عائلة الجندي الأمريكي المسلم، حيث وصف بنس الجندي القتيل بأنه “بطل أمريكي” معبرا عن تضامنه مع عائلته.
عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري مايك كوفمان عبر عن انزعاجه لكون دونالد ترامب لم يظهر الاحترام “لتضحيات جنودنا الشجعان الذين فقدناهم في الحرب”، في حين تقدم السيناتور الجمهوري عن ولاية ميزوري، روي بلانت، بنصيحة إلى مرشح حزبه بالتركيز على مواضيع أهم مثل “التشغيل والأمن القومي والكف عن الرد لكل انتقاد سواء كان من عائلة مكلومة أو من هيلاري كلينتون”.
الهجوم على هيلاري كلينتون زاد هو الآخر عن حده ووصل مستويات لم يصلها على ما يبدو مرشح قبل دونالد ترامب حينما وصف هذا الأخير منافسته بأنها “الشيطان”.
وليضيف المرشح الجمهوري حبة التوت على الكعكة كما يقول المثل الفرنسي، أظهر دونالد ترامب فظاظته حتى تجاه مناصريه حينما طالب امرأة كان رضيعها يصرخ بينما هو يخطب في تجمع لمؤيديه بأن تخرج، مضيفا في تعليق ترك انطباعا سيئا لدى الحضور، “لا بد أنها صدقت حقا أنني أحب أن يكون هناك رضيع يصرخ بينما أنا أخطب. بعض الناس لا يفهمون”.
صحيفة “واشنطن بوست” نقلت عن عدد من مناصري ترامب قولهم إن تصرفات بدأت تدفع لمراجعة أنفسهم بخصوص التصويت لصالحه، في حين أكد آخرون أنه سيصوتون عقابيا لصالح هيلاري كلينتون.
فهل تكون هذه هي بداية نهاية دونالد ترامب الذي يعتقد البعض أنه لن يكون بمقدوره التفوق على منافسته الديمقراطية في سباقهما نحو البيت الأبيض ؟