الرئيسية / إضاءات / بمناسبة الانتخابات..لماذا تغيب الثقافة عن برامج الأحزاب السياسية ؟
برامج الأحزاب السياسية

بمناسبة الانتخابات..لماذا تغيب الثقافة عن برامج الأحزاب السياسية ؟

منذ أن بدأت الانتخابات التشريعية تلوح في الأفق، وسؤال غياب البعد الثقافي في برامج الأحزاب السياسية يطرح نفسه بإلحاح، عسى أن تنتبه الزعامات إلى هذا الجانب الذي ينبغي أن يكون أساسيا  في توجهاتها المستقبلية.

وكل من يتبع مسار  الشأن السياسي الوطني في المغرب، يلاحظ، بكل أسف شديد، أن الثقافة المغربية، بمختلف مكوناتها وتعبيراتها، غائبة تماما عن التصورات والطروحات  التي تتقدم بها التنظيمات السياسية، من أجل كسب ثقة الناخب، خلال لحظة الاختيار الديمقراطي.

ورغم أهميتها في تشكيل وجدان الشعب، وتهذيب ذوقه، لم يسبق لأي حزب مغربي أن أعطى للثقافة المكانة التي تستحقها، علما أنها، وكما هو جار به العمل، في العديد من الدول، يمكن أن  تشكل رافدا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولعل حجم الميزانية الهزيل جدا، المرصود لوزارة الثقافة، هو أكبر دليل على النظرة التي تحكم تعامل مختلف الأحزاب السياسيةبكل توجهاتها واطيافها للشأن الثقافي،  سواء كانت متحررة أو محافظة، وسواء كانت في اليمين أو اليسار. في الأغلبية أو المعارضة، الكل سواء.

2 moarada

لم ينتفض يوما أي حزب أثناء مناقشة مشروع القانون المالي، ويرفع صوته عاليا، لدعوة الحكومة إلى تمكين قطاع الثقافة من كل الإمكانيات المادية، والموارد البشرية، ووسائل العمل الكفيلة بجعل الثقافة، في صدارة اهتمام  الرأي الوطني العام.

ولطالما ارتفعت بعض الأصوات الغيورة مطالبة بإنصاف الثقافة وإعطائها حقها من الاعتبار، دون أن يتبلور ذلك في شكل إجراءات عملية تستجيب لهذه التطلعات، فذهبت تلك الصيحات هباء منثورا، تذروه رياح العدم، وكأنها مجرد صرخة في واد ونفخة في رماد.

ولعل هذا  هو مادفع باتحاد كتاب المغرب، مؤخرا، إلى توجيه نداء  جديد إلى الأحزاب، في شأن حثها على الاهتمام بالبعد الثقافي في برامجها السياسية، والمملكة تستعد لخوض الاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة، “وذلك من منطلق الأدوار الطلائعية التي تلعبها الثقافة، على المستوى التأطيري والتعبوي والتنويري للمجتمع.”

وتنطلق دعوة اتحاد كتاب المغرب، للأحزاب السياسية، من كون أن  الورش الثقافي “يشكل المدخل الرئيس لأي نقاش سياسي راق، مبتعد عن الظرفية والمنفعية، وعن الصراعات الحزبية والشخصية الضيقة، وعن التهافت على برامج انتخابية لا تستدرك أخطاء النسيان لما هو أعمق وأهم، من قبيل البعد الثقافي.”

وما يخشاه المتتبعون، هو أن يكون مصير هذا النداء،  الإهمال، وعدم الاهتمام  به، كغيره من النداءات السابقة، التي لم تجد لها أي صدى لدى من يعنيهم الأمر، من زعماء الأحزاب، وبعضهم لا يفتح كتابا، ولا يعطي إصغاءه لقصيدة، ولا يتجاوب مع إي إحساس، أو يتفاعل مع أي إبداع !