تحت شعار “معا ضد الإرهاب”، انطلقت اليوم في الرباط أشغال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة التضامن الآفرو-آسيوي بمشاركة شخصيات عالمية مرموقة من بلدان شقيقة وصديقة، ومن المغرب بمداخلات حول سبل محاربة الإرهاب والتصدي لكل تمظهراته.
وكانت منظمة التضامن الآفرو-آسيوي قد تأسست نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، في سياق مد حركتـي التحرر الوطني، وعدم الانحياز لشعوب إفريقيا وآسيا، وهي عضو ملاحظ في شبكة المنظمات غير الحكومية لدى الأمم المتحدة.
وتضيف ورقة تقديمية تلقى موقع ” مشاهد24″ نسخة منها، أن منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية حركة جماهيرية بين شعوب آسيا وافريقيا فى النضال المشترك للقضاء على ظلم الشعوب، ومن أجل تدعيم الإستقلال الحقيقى، والدفاع عن السيادة ضد السياسات العدوانية، وتحقيق الأمن الاقتصادى، والحق فى إختيار الطريق فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والنهوض بالثقافة الوطنية، ومن أجل عالم يخلو من العنف، ومن أجل نزع السلاح العام والأمن الدو لى والسلام الدائم .
ويوضح نفس المصدر، أن منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية – استنادا إلى مبادئ باندونج وحركة عدم الإنحياز، والإلتزام الكامل بميثاق الآمم المتحدة – هى جزء لا يتجزأ من القوى المحبة للسلام، من أجل إرساء الديمقراطية فى العلاقات الدولية، وإقامة النظام الاقتصادى الديمقراطى، والنظام الدولى الجديد للإعلام والإتصال، ومن أجل الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية البيئة، وتخفيف الفقر فى دول الجنوب.
تاريخيا، كان قد إنعقد في القاهرة، في نهاية 1957 وحتي اول يناير 1958 ، المؤتمر الأول لحركة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية والذي انبثقت منه السكرتارية الدائمة للمنظمة ومقرها الدائم بالقاهرة . والمنظمة منظمة دولية شعبية غير حكومية .
لقد تكونت حركة عدم الانحياز كحركة حكومية لبلدان العالم الثالث ، باعتبارها تواصلا رسميا لمؤتمر باندونج ، وأعتبرت منظمة التضامن الامتداد الشعبي لأهداف هذا المؤتمر .
وتوضح الوثيقة، إن منظمة التضامن، منظمة جماهيرية غير حكومية، ذات لجان وطنية تنتمى إليها في اكثر من 90 بلدا من بلدان العالم، في آسيا وأفريقيا كما ان لها لجان أعضاء منتسبين في أوروبا وامريكا اللاتينية .
وتقول الوثيقة، إن منظمة التضامن ناضلت بعزم وثبات منذ تأسيسها ضد الكولونيالية والابارتهيد والحروب ومن اجل السلام. كما قدمت المنظمة ولجانها الوطنية المنتمية إليها ، وحركات التحرير الأعضاء بها كل دعم لنضال الشعوب في أفريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية.
لقد نمت المنظمة خلال الستينيات في غمار النضالات التحريرية الصاعدة . وتوجت نضالاتها حتي السبعينيات بالنجاح العظيم الذى حققه شعب جنوب أفريقيا ضد الابارتهيد والتمييز العنصري .
إن النضالات التحريرية كانت وراء ميلاد واستقلال كثير من البلدان الأفريقية والآسيوية التى كانت لا تزال تثن تحت نير الاستعمار : وما تزال قضية الشعب الفلسطينى وعملية السلام في الشرق الأوسط واحدة من اهم القضايا التى تدعمها منظمة التضامن من اجل تأسيس دولة فلسطينية حرة ومستقلة .
لقد تغيرت الأوضاع كثيراً في البلدان الأفريقية والآسيوية، تلاحظ وثيقة المنظمة المذكورة، حيث ظهرت موضوعات داخلية وخارجية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية، والديون، والفساد والتقنية والثورة العلمية والبيئية والسكان، والنزاعات الحدودية، والنزاعات الداخلية القبلية والإثنية، واللاجئين، والسكان الأصليين والأقليات، ونزع السلاح وتعاون الجنوب – جنوب، وحوار الجنوب – شمال، وكان على منظمة التضامن، بإعتبارها منظمة أفريقية آسيوية، أن تتبني القضايا الجديدة للشعوب الأفريقية الأسيوية، و!ن تعيد بناء نفسها، وتجدد رؤيتها وخاصة بعد إنتهاء القطبية الثنائية والحرب الباردة، وفى ظل سيادة العولمة.
والخلاصة التي تريد منظمة التضامن تبليغها، هي أنها “أدركت تلك التغيرات واخذت على عاتقها القيام بمسئولياتها الجديدة . وقد احتضن جدول أعمالها، ولجانها الوطنية، كل تلك الموضوعات .”.