الرئيسية / إضاءات / هل حقا تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط ؟
تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط
الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفقة العاهل السعودي الملك سلمان

هل حقا تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط ؟

منذ أشهر أصبح الحديث عن تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط ، موازاة مع تزايد الدور الواضح والصراع بين السعودية وإيران كقوتين إقليميتين، حديث عدد من المراقبين في المنطقة والولايات المتحدة.

الباحث المصري سيد أمين شلبي خصص مقالا نشره موقع النسخة الإنجليزية من جريدة “الأهرام” المصرية، حمل عنوانه أيضا تساؤلا حول تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط .

الاقتناع بتراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة في الولاية الثانية للرئيس أوباما يشاطره الباحثون، كما هو الشأن بالنسبة للبناني فواز جرجس الذي ألف كتابا أسماه: “أوباما والشرق الأوسط: نهاية العصر الأمريكي؟”، وأيضا السياسيون في الحزب الجمهوري الذي يعتبرون أن تلكؤ أوباما في مواجهات اضطرابات المنطقة أضعف موقف واشنطن، وهو ما فسح المجال أمام لاعبين آخرين مثل روسيا وإيران لزيادة نفوذهما في المنطقة.

هذا ما جعل حلفاء تقليديين للولايات المتحدة مثل السعودية ومصر للانفتاح على روسيا وإبرام صفقات معها في مجالات حيوية مثل الطاقة والسلاح.

إعادة توجيه الدفة الأمريكية نحو شرق آسيا باعتبارها منطقة استراتيجية وواعدة اقتصادية كان يعني حسب الكاتب تراجع الاهتمام الأمريكي بالشرق الأوسط.

ويضيف سيد أمين شلبي أن المحللين حاولوا تبرير سياسات باراك أوباما في الشرق الأوسط من خلال القول إن التراجع الأمريكي كان ضرورة بالنظر إلى حالة الشك التي يمر منها الاقتصاد الأمريكي، مقدمين مثالا ببريطانيا العظمى سابقا، التي سقطت ضحية انخراطها الإمبريالي.

من جانبه رد أوباما على هذه القضية بالقول إن الولايات المتحدة ما تزال حاضرة بقوة في الشرق الأوسط، وهو ما يعكسه التواجد العسكرية المكثف من خلال القواعد العسكرية وحاملات الطائرات، وهو ما يعكسه ما قال وزير الدفاع آشتون كارتر حين صرح أنه في الوقت الذي كانت روسيا تتوفر على 60 طائرة في سوريا، لدى الولايات المتحدة 1000 طائرة.

في جميع الأحوال، يرى كاتب المقال، الذي عمل سابقا كمدير للمركز المصري للعلاقات الخارجية، أن النقاش حول الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط وحجم التدخل الأمريكي في المنطقة سيستمر بعد رحيل أوباما.

شلبي يرى أنه إذا كان سيكون هناك اختلاف بين الرئيس الحالي والإدارة المقبلة حول كيفية تدبير الحضور الأمريكي في المنطقة، فإنه سيكون على مستوى التفاصيل، مضيفا أن الواقع الذي فرض على إدارة أوباما تغيير سياساتها هي نفسها التي ستفرض نفسها على الرئيس المقبل، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا.