صعد فوزي لقجع لرئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على حساب منافسه عبد الإله أكرم رئيس فريق الوداد الرياضي، معتمدا على تحالفه مع رئيس الرجاء الرياضي السابق محمد بودريقة ونورالدين البوشحاتي من شباب الريف الحسيمي، وعبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني، بالاضافة إلى مسيرين آخرين لفرق وطينة أخرى.
عقب وصوله إلى رئاسة الجامعة منح فوزي لقجع رفاقه في المكتب الجامعي صلاحيات للإشراف على قطاعات ومجالات داخل المؤسسة الكروية الوطنية، بهدف تقسيم الأدوراء وتسهيل مهامه حتى يتمكن من التفرغ للملفات الكبرى، خاصة ملف المنتخب الوطني، والنسخة الثانية من مونديال الأندية، وخلاف المغرب مع الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم بخصوص تنظيم كأس افريقيا 2015.
فقد منح فوزي لقجع لحليفه الأساسي بودريقة رئاسة لجنة التكوين والتقنية ومشاريع الجامعة المتعلقة بالموارد البشرية، بهدف تطوير مستوى الأطر والاهتمام بمراكز التكوين وغيرها من أجل النهوض بالكرة الوطنية، كما عين البوشحاني على رأس لجنة المنتخبات الوطنية، المكلفة بتوفير جميع الظروف والمتطلبات واعداد تقارير تقنية ومادية حول أجواء المعسكرات والمباريات. بينما ركز فوزي لقجع اهتمامه على العلاقات الخارجية مع الفيفا والاتحاد الافريقي والاتحاد العربي، من أجل تأكيد حضور المغرب في الأجهزة الدولية.
لم يكن أحد يتوقع الصراعات التي حصلت بين حلفاء الأمس، والذين كانوا وراء إبعاد عبد الإله أكرم عن رئاسة الجامعة، بعدما تعالت الأصوات برحيله عن قلعة الوداد البيضاوي، بسبب أزمة النتائج التي عصفت بالفريق في مسابقة البطولة الاحترافية. فقد نجح التحالف الذي قاده لقجع بدعم كبير من بودريقة رئيس الرجاء الرياضي، في الفوز بقيادة الجامعة، التي تتوفر على وارد مالية مهمة، تفوق بعض القطاعات الوزارية وبعض مؤسسات الدولة.
لكن الصراع الذي تفجر بين بودريقة ولقجع، خلق انشقاقات داخل الجامعة، ودفع برئيس الجامعة لسحب التفويضات من عدة أعضاء جامعيين، بسبب الخلافات حول مسابقة البطولة الاحترافية، ومعضلة التحكيم التي كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، وفجرت أزمة بين الأعضاء الحلفاء فيما بينهم، حيث قرر لقجع سحب البساط من يد بودريقة، ومنح مسؤولية التكوين للمدير التقني ناصر لارغيت والفرنسي جون بيير مورلان، بينما قرر البوشحاتي الإبتعاد عن كل ما يتعلق بشؤون المنتخب الوطني الأول، منذ إقالة الإطار الوطني بادو الزاكي،حيث يعتزم تقديم استقالته من رئاسة لجنة المنتخبات الوطنية، التي أضحت في عطالة، وجرى إفراغها من محتواها منذ إعلان لقجع، إشرافه شخصيا عن الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني الأول، وتكليفه للمدير التقني لارغيت بمهمة التنسيق مع مدرب المنتخب الوطني هيرفي رونار، بعدما كان أعضاء لجنة البوشحاتي هم من يتكلفون بالأمور الإدارية والمالية الخاصة بالمنتخبات الوطنية.
قرر فوزي لقجع أن يظل وحيدا في تدبير شؤون الجامعة معتمدا على بعض مساعديه من أبرزهم الناطق الرسمي للجامعة، والكاتب العام طارق ناجم وعبد الرحمن البكاوي الذي كان مديرا سابقا للرياضات في الوزارة الوصية. فحسب المتتبعين فإن الصراعات والمنهجية التي يسير بها فوزي لقجع الجامعة، والخلافات الحاصلة له مع رفاق الأمس، قد لا تساعده للاستمرار في منصبه لولاية ثانية مستقبلا.