ضجت وسائل الإعلام العربية والعالمية، منذ يوم أمس، بالفيديو الذي تظهر فيه الصحافية الهنغارية، بيترا لازلو، وهي تركل لاجئاً سورياً، يحمل طفله خلال كسر عدد من المهاجرين الطوق الأمني، وفرارهم إلى داخل الأراضي الهنغارية، واستدعت الحادثة إدانة من العديد من الجهات الصحافية والحقوقية العالمية تجاه التصرف المشين.
ما لم تعرفه المصورة والعالم من خلال شريط الفيديو، أن الرجل الذي أحالته أرضاً لم يكن مشرداً في وطنه، وجاء طامعاً في الأموال الأوروبية، كما تروّج بعض الحركات المعادية للاجئين، إنما هو الكابتن السابق في نادي “الفتوة السوري” لكرة القدم، أسامة العبد المحسن، وهو من أبناء مدينة دير الزور، وأحد أعضاء فرع الاتحاد الرياضي في دير الزور سابقاً، والذي أقيل من منصبه بقرار من القيادة الرياضية العامة في 2012 بسبب مواقفه السياسية المنحازة للثورة السورية.
يوضح الصحافي السوري، سامر العاني، وصديق الكابتن أسامة، أن “أسامة كان عضواً في الاتحاد الرياضي لكرة القدم، لكنه ترك منصبه منذ بداية الثورة السورية، وعمل مدرباً لفريق أشبال الفتوة في مدينة دير الزور، واعتقل من فرع المخابرات الجوية عام 2011”. ويضيف، “ينتمي الأستاذ أسامة إلى عائلة معروفة في دير الزور، وقد شارك في مظاهرات الثورة منذ المظاهرة الأولى في المدينة، لا شك أن ظروفاً صعبة دفعته لاتخاذ قرار اللجوء مع ابنه الأصغر زيد، وهذه الظروف جزء من حالة فقدان الأمل العامة التي يعيشها معظم السوريين”.
وفي تعليقه على الحادثة يقول العاني، إن “الصحافية الهنغارية ليست المذنبة الوحيدة في الحادثة، أيضاً المجتمع الدولي الذي عزف عن إزالة الأسد من منصبه رغم كل ما يفعل، والدول العربية التي تفرض قوانين تعرقل لجوء السوريين إليها، فلا يجدون أمامهم إلا طريق البحر”.