أكد رئيس لجنة الإشراف على مؤتمر كوب 22 صلاح الدين مزوار، اليوم الأربعاء 07 شتنبر 2016 بالصخيرات، أن الاضطرابات المناخية تمثل مصدرا محتملا لنشوب التوترات والحروب بين الطوائف والدول.
وأبرز مزوار، في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني حول “الدفاع والتغيرات المناخية”، أن “الاضطراب المناخي يتسبب في اضطراب أمني”، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية تشكل “مخاطر كبرى بالنسبة للسلم والأمن تزيد من مخاطر نشوب النزاعات، خاصة حول الموارد الأساسية”.
وحذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون قائلا إنه “بفعل التضاعف المرتقب لسكان إفريقيا بحلول عام 2050، فقد تكون للاضطراب المناخي تداعيات كارثية على إفريقيا بانخفاض للناتج الداخلي الخام ب4,7 في المئة، بسبب تدهور القطاع الفلاحي بالأساس، مما يجعل استقرار الدول هشا نتيجة ارتفاع معدلات البطالة، خاصة في صفوف الشباب، ويشجع على التطرف”.
وأوضح أن التحدي المناخي يفرض على الجيوش ضرورة تدبير أصناف جديدة من الأزمات “المناخية”، مبرزا أن قطاعات الدفاع تساهم مسبقا في المناخ من خلال استعمال تكنولوجيات فضائية لقياس الانبعاثات ومتابعة ظواهر الطقس والمناخ”.
وأشار مزوار إلى أن القدرة على التكيف تصبح بالتالي عاملا حاسما بالنسبة للسلم وأمن السكان، وكذا من أجل حماية البيئة والفضاءات البحرية، مؤكدا أن اللحظة تكتسي أهمية “للتقريب آخر نتائج البحث والتنمية من جيوشنا بغية اقتراح حلول وبدائل لصالح المناخ”.
وقال الوزير “إن ذلك يتطلب مبادرات على مستوى الاستثمار وبرامج البحث والتنمية، فضلا عن تشارك فعلي، خاصة على مستوى أنظمة الإنذار المبكر، قصد بناء بيئة منيعة للأمن”.
وأشاد في هذا الصدد بإعلان المنظمة الدولية للطيران المدني قبل بضعة أيام عن مشروع قرار يروم إرساء أول نظام لقياس وتعويض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في مجال الطيران، واصفا هذا الإعلان بكونه “إشارة قوية في إطار الثورة المناخية التي يعيشها العالم”.
وتشكل الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول “الدفاع والتغيرات المناخية”، الذي تنظمه إدارة الدفاع الوطني تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مناسبة للتعمق في المواضيع المتعلقة بالتحديات التي تواجهها قطاعات الدفاع بفعل التغيرات المناخية.
ويهدف المؤتمر عموما إلى إثارة النقاش والتبادل حول تكييف مهمات الدفاع وأنماط عملها مع تداعيات الاضطرابات المناخية.
ويتميز المؤتمر بانعقاد أربع جلسات تتمحور حول “تفعيل اتفاق باريس، أي مساهمة لقطاعات الدفاع؟”، و”التغيرات المناخية وتدبير الأزمات، الدور الجديد للقوات المسلحة”، و”تدبير الفضاءات البحرية، أي انعكاسات للتغيرات المناخية على مهمات القوات البحرية؟”، و”التكنولوجيات الفضائية: أداة لمحاربة التغيرات المناخية والتكيف معها”.