الرئيسية / المغرب الكبير / بن فليس: “الجزائر توجد في مأزق سياسي..واقتصادها في تدهور”
الجزائر توجد في مأزق سياسي
رئيس حزب "طلائع الحريات" في الجزائر، علي بن فليس

بن فليس: “الجزائر توجد في مأزق سياسي..واقتصادها في تدهور”

اعتبر علي بن فليس أن الجزائر توجد في مأزق سياسي في ظل ما تشهده من فراغ على مستوى هرم السلطة بالإضافة إلى تدهور اقتصاد البلاد، في الوقت الذي لا يبدو فيه النظام مكترثا بالخروج من الأزمة.

الوزير الأول الجزائري السابق وأحد أبرز وجوه المعارضة الحزبية في البلاد، قال في حوار مع صحيفة “لوموند” الفرنسية إن من يسيرون شؤون الجزائر يسعون إلى تخدير الشعب من خلال الادعاء بأن لديه استراتيجية لمواجهة الأزمة، في حين أن الرهان الوحيد للنظام هو ربح الوقت.

وأكد زعيم حزب “طلائع الحريات” أنه لا توجد هناك رؤية على المدى البعيد، مضيفا أن المخرج الوحيد من الأزمة الحالية هو عبر بناء دولة القانون واحترام المؤسسات والمواطنة والحريات.

منافس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014 أوضح أن الجزائر بحاجة إلى تعاقد بين المعارضة والسلطة، يفضي إلى تنظيم انتخابات شفافة تحت إشراف هيأة مستقلة.

هذا التعاقد هو ما يبدو أنه مدخل للخروج من الأزمة التي تعيشها الجزائر حسب نظر بن فليس الذي عاد للتذكير أن اقتصاد البلاد تضرر بسبب تهاوي أسعار البترول (العائدات النفطية تشكل 97% من عائدات التصدير و70% من ميزانية الدولة)، كما أن الاحتياطيات المالية آخذة في النفاد.

وسط ذلك كله، تبدو الحكومة الجزائرية عاجزة حسب زعيم “طلائع الحريات”، والذي اعتبر أن النظام يفتقر إلى الشرعية السياسية للقيام بالإصلاحات الضرورية، ما يفرض إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وعند سؤاله حول ما إذا كان يعتقد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكمل عهدته الرابعة (التي تنتهي في 2019)، أوضح بن فليس أنه لا يريد شخصنة الأمور، لكن عدم التوافق على مستوى هرم السلطة خلال انتخابات 2014 هو الذي قاد إلى الفراغ الحاصل اليوم في مؤسسة الرئاسة.

وتابع علي بن فليس قائلا إنه في ظل “الكارثة الاقتصادية” الحالة في البلاد اليوم، وما قد يترتب عنها من اضطرابات اجتماعية، حاول النظام حل مشاكله خلف الأبواب المغلقة، مشيرا إلى القانونين المتعلقين بالنظام الانتخابي والهيئة المستقلة، واللذين تم التصويت عليهما في المجلس الشعبي الوطني نهاية يونيو الماضي. القانونان ينظمان حسب بن فليس الغش السياسي والتزوير، ما يعني أن الأمور حسمت بالنسبة للانتخابات المقبلة.

النظام الجزائري حسب علي بن فليس يعمد إلى استخدام الوصفات القديمة للأنظمة السلطوية ما إن تكون استمراريته على المحك، ضاربا المثال بالتضييق الممارس على الصحافة المستقلة، والذي يكشف هشاشة النظام حسب الأول السابق.

وما يظهر أن الجزائر توجد في مأزق سياسي ، عاد بن فليس للحديث على أزمة هرم السلطة مجددا، حيث أوضح أنه بما بأن “السياسة تأبى الفراغ”، فإن الفراغ الحاصل تم ملؤه من قبل قوى غير دستورية تستفيد من قربها من مؤسسة الرئاسة، سواء كان من “زبائنها” أو القوى الاقتصادية التي اغتنت بصور غير شفافة، مضيفا أن ما نشهده حاليا هو غياب تجانس داخل مربع السلطة وهو ما يجد تعبيراته من خلال الصحافة.