الرئيسية / المغرب الكبير / “لوموند” تكتب عن الكلفة البشرية المرتفعة لمعركة سرت
الكلفة البشرية المرتفعة
جانب من العناصر الموالية لحكومة الوفاق الوطني في حربها ضد "داعش"

“لوموند” تكتب عن الكلفة البشرية المرتفعة لمعركة سرت

في الوقت الذي لا صوت يعلو على صوت المدفع في معركة استعادة مدينة سرت من قبضة تنظيم “داعش” في ليبيا، خصصت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالا عن الكلفة البشرية المرتفعة لهذه العملية.

المبعوث الخاص للجريدة إلى مدينة مصراتة، فريديريك بوبان، سرد كيف أن تنظيم “داعش” يستخدم السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون ضد “الميليشيات” التي جاءت لاستعادة المدينة من قبضته، والمعروف باسم “البنيان المرصوص”، التابعة لحكومة الوفاق الوطني.

هذه الوسائل كانت غير معهودة خلال الحرب ضد معمر القذافي في 2011، وهو ما يزيد من صعوبة القضاء على “داعش”، يقول أحد المصابين في هجوم للتنظيم بسيارة مفخخة، والذي كان من بين من حملوا السلاح ضد العقيد الراحل.

داخل المستشفى الرئيسي بمصراتة، والذي كان مقفلا بسبب الإصلاحات إبان انطلاق عملية تحرير سرت، امتلأ جناح المستعجلات الوحيد بالجرحى. خلال الأسبوع الأول لبداية المعركة، عانى المستشفى من نقص في الأدوية قبل أن يتم تزويده بما يحتاجه.

وشاءت سخرية القدر، تقول “لوموند”، أن العون جاء من مصلحة ما تزال تدين بالولاء لما يسمى “حكومة الإنقاذ”، بقيادة خليفة الغويل، التي ما تزال تعتبر منافسة لحكومة الوفاق الوطني التي تشن معركة استعادة سرت.

هذا المعطى يعد مثالا، تضيف الجريدة، على الصعوبات التي تواجهها حكومة الوفاق الوطني التي أطلقت العملية العسكرية ضد “داعش” في تحمل كلفتها.

ويستطرد مراسل “لوموند” في الحديث عن الكلفة البشرية المرتفعة لمعركة سرت من خلال القول بأن تواصل تدفق الجرحى يعري نواقص النظام الصحفي في ليبيا، وهي المشاكل التي بدأت منذ حرب 2011 وتواصلت، حيث تعاني المرافق الصحية من نقص كبير في الموارد البشرية.

وكانت الحرب قد دفعت الأطباء والممرضين الأجانب، المنحدرين من دول آسيا وأوروبا الشرقية، والذين شكلوا تاريخيا الجزء المهم من الأطقم الطبية بالبلاد، إلى مغادرة ليبيا.

نقص الممرضين والأطباء جعل أن كل ممرض يتكفل بأزيد من ثلاثين مصابا، في حين قد تمر أكثر من ساعتين قبل أن يأتي الدور على مصاب من أجل الاهتمام بحالته.

بالإضافة إلى هذا الخصاص على مستوى الأطر الطبية، تظهر الكلفة البشرية المرتفعة بجلاء من خلال عدد الضحايا، حيث تشير أرقام حكومة الوفاق الوطني إلى أنها فقدت 170 عنصرا بالإضافة إلى 700 جريح، منذ بدء العمليات في 12 ماي الماضي، وقعوا في غالبيتهم ضحايا الألغام والعمليات بالسيارات المفخخة وعلى يد رصاص القناصة.

هذا الرقم يبقى مرتفعا بالنظر إلى إجمالي العناصر التي تم حشدها للعملية العسكرية ضد “داعش”، والبالغ عددهم 4000 عنصر. مراسل “لوموند” أكد أن مستشفى مصراتة يستقبل يوميا 40 مصابا كمعدل.

إلى جانب ارتفاع عدد الضحايا، نقل فريديريك بوبان عن المصابين وأهاليهم امتعاضهم من الرعاية الصحية المتوفرة لهم، والتي قالوا إنها لا تليق بهم، في الوقت الذي يطمح عدد منهم أن يتم نقلهم خارج البلاد لتلقي علاج أفضل.