بدأت الزيارة الرسمية للرئيس التونسي الباجي_ قائد_السبسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، باستقبال رسمي حافل داخل المدرسة العسكرية “الانفاليد”.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التونسي على مدى يومين خلال هذه الزيارة بشخصيات سياسية فرنسية، بدءا من الرئيس الفرنسي فرانسوا_هولاند، ورئيس الحكومة مانويل فالس، ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ، حيث سيلقي كلمة يسبقها مؤتمر صحافي للرئيسين.
وتأتي هذه الزيارة بعد المسيرة التضامنية التي نظمتها تونس العاصمة في 29 من مارس الماضي، بمشاركة عدد من زعماء العالم، يتقدمهم الرئيس الفرنسي هولاند، تنديدا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف #باردو في 18 من الشهر نفسه، والذي راح ضحيته 22 شخصا معظمهم سياح أجانب، من ضمنهم 5 فرنسيين وعدد من الجرحى.
ومنذ توليه منصب الرئاسة في فرنسا، زار فرانسوا هولاند تونس أربع مرات. وعلى الرغم من أن تلك الزيارات لم تستغرق وقتا طويلا، إلا أنها تعبر عن العلاقات القوية التي يتقاسمها البلدان، فتونس تعد من أبرز الوجهات السياحية للفرنسيين، كما يعيش فيها عدد كبير من المتقاعدين الفرنسيين ومن يهود فرنسا.
وستكون هذه الزيارة لفرنسا، وهي الأولى للرئيس قائد السبسي منذ توليه منصب الرئاسة، مناسبة لكي يستلم جائزة رمزية من جامعة #السوربون الفرنسية التي أكمل دراسته العليا فيها.
كما تعتبر هذه الزيارة بالمقام الأول سياسية تعكس مدى اهتمام الدولة الفرنسية بتونس، باعتبارها نموذجا يحتذى به للديمقراطية الجديدة، وأن فرنسا تابعت جميع مراحل الثورة التونسية ووقفت بجانبها منذ بدايته.
ضبط الحدود مع ليبيا
من المواضيع الأساسية التي ناقشها السبسي مع الرئيس هولاند التمويل والتدريب والتسليح لمواجهة الإرهاب، فضلا عن طلبه المساعدة في الحصول على الدعم المالي من بعض الدول والبنوك الأوربية، بهدف إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد التونسي المتعثر جراء تداعيات أحداث الربيع العربي، الذي أدى إلى تراجع عدد السياح القاصدين لهذا البلد في الماضي.
كما ستقوم فرنسا من الناحية الأمنية بلعب دور أكبر في تونس، من خلال تأمين الحدود مع جارتها ليبيا التي تحولت إلى مصدر للإرهاب.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، قد أكد أن بلاده “مستعدة لتقديم كل المساعدات التقنية والأمنية الممكنة (إمكانيات لوجستية واستخباراتية) لتونس من أجل دحر الإرهاب وإيقاف انتشار العنف”.
دعوة أرباب العمل والسياح
أكدت فرنسا أنها وقعت اتفاقا يقضي باسترجاع الديون التي قدمتها لتونس وقيمتها 60 مليون يورو، على شكل منتجات اقتصادية أو خدمات.
وسيغتنم الرئيس التونسي فرصة تواجده في فرنسا لحث أرباب العمل الفرنسيين والتونسيين على الاستثمار في تونس، كما سيدعو الفرنسيين إلى اختيار تونس كوجهة سياحية وترفيهية في الصيف المقبل.