يبدو أن مستقبل منتخب الجزائر في عهد المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، يسير نحو المجهول بخصوص مونديال روسيا 2018، الذي يعتبر هدفا أساسيا للجمهور الجزائري الراغب في وصول الخضر مرة أخرى الى النهائيات القادمة. إلا أن العمل الذي يقوم به المدرب غوركوف داخل المنتخب الوطني الجزائري، يطرح العديد من علامات الاستفهام؟؟؟، التي تدخل الشك وتضع مستقبل الخضر في أيادي غير آمنة، بسبب الاختيارات الكثيرة والتغييرات التي يقوم بها المدرب خلال كل مباراة قارية.
منذ مجيء غوركوف للمنتخب الجزائري استدعى أزيد من 40 لاعبا للمنتخب الجزائري خلال سنة تقريبا، غالبيتهم محترفين من أوروبا، والخليج العربي، بالاضافة الى آخرين من البطولة المحلية، لكنه لم يحسم في التشكيلة النهائية، وظل يغير أسلوب لعبه في كل مواجهة، محدثا انقلابا في طريقة المدرب السابق البوسني وحيد حليلوزيتش. الذي ترك نواة صلبة وقوية للمنتخب الجزائري بعد المشاركة الجيدة في نهائيات كأس العالم بالبرازيل.
تسببت هذه التغييرات في تصدع العلاقة بين المدرب غوركوف، والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي طالب رئيسها محمد روراوة المدرب بالحسم في القائمة التي سيعتمد عليها خلال التصفيات المقبلة، كما سبق أن انتقد اختيارات غوركوف في نهائيات كأس افريقيا السابقة في غينيا الاستوائية، والتي كشفت اختلالات متعددة في تشكيلة الخضر، وفي تموقع واختيارات المدرب خلال مبارايات “الكان” امام ساحل العاج وغانا .
لكن الجمهور الجزائري يحمل المسؤولية للاتحادية ورئيسها محمد روراوة، الذي تفاوض مع غوركوف قبل نهاية عقد المدرب السابق حليلوزيتش، ووقع معه عقد مبدئي للاشراف على الخضر بعد نهاية مونديال البرازيل 2014، الشيء الذي لم يكن اختيارا صائبا حسب الصحافة الجزائرية، التي اعتبرت غوركوف بدأ مع الخضر من الصفر، بأسلوب جديد وعقلية جديدة، عوض أن يواصل العمل الذي تركه المدرب السابق، حتى يطور مستوى المنتخب الجزائري في الاستحقاقات المقبلة.
تنتظر المدرب غوركوف مأمورية صعبة، خلال تصفيات كأس العالم القارية، والتي قد تطيح بالخضر في مواجهة أحد المنتخبات القوية قاريا، في مباراة فاصلة، قبل العبور الى دور المجموعات، بحيث أن الاتحاد الدولي والافريقي، سيلزم جميع المنتخبات المتواجدة في الدور الثاني من التصفيات، أن تخوض مباريات فاصلة قبل بلوغ الدور الأخير المؤهل لمونديال روسيا 2018. وهذا ما قد يسقط المنتخب الجزائري امام منتخبات مثل الغابون، جنوب افريقيا، غينيا، مالي، بوركينافاصو، زامبيا، الطوغو، الكونغو الديمقراطية، مصر، وغيرها…
ومن بين الأمور التي تعقد مهمة غوركوف، غياب مواعيد المباريات الدولية، التي ستصبح قليلة في الموسم القادم، مما يجعل المنتخب الجزائري يدخل التصفيات القارية للمونديال مباشرة، دون التحضير المبكر، بسبب اجندة اللاعبين المحترفين مع فرقهم، الى جانب تصفيات كأس افريقيا الغابون 2017، والتي قد تجعل المدرب يركز كثيرا عليها، بحثا عن التتويج القاري، وقد يهدد بقائه في السباق المونديالي الذي يعد الهدف الرئيسي من مجيئه للخضر.
يظل المنتخب الجزائري من المنتخبات المحترمة قاريا، لكنه كثيرا ما تعرض لنكسات في مباريات قوية، وهذا ما يثير مخاوف الجمهور الجزائري، الذي يخشى من سقوط مفاجئ للخضر خلال تصفيات المونديال، أو الوقوع في مجموعة قوية قد تسقط بالمدرب غوركوف مرة أخرى في مجموعة الموت. لهذا يظل غوركوف وروراوة المسؤولان عن مصير المنتخب الجزائري في الاستحقاقات القادمة.