أشعلت تصريحات عزيز غالي، رئيس “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، حول قضية الصحراء المغربية، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، كما أثارت حنق وجوه سياسية وحقوقية بارزة.
وقال غالي في حوار إن “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مؤتمرها الخامس كانت مع تقرير المصير في الصحراء، وبعدها مع جلوس المغرب لطاولة المفاوضات مع جبهة “البوليساريو” تحت قبة الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن جمعيته تدعم حلا تفاوضيا يرضي جميع الأطراف”. على حد تعبيره.
وتمادى المدعو غالي في تصريحاته قائلا: إن الحل “لا يجب أن يكون في إطار الحكم الذاتي”.
ويرى مراقبون أن تصريحات عزيز غالي تخدم أجندة أعداء الوحدة الترابية، كما تنم عن حالة الارتباك والشرود التي تعيشها “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”.
وحيال ذلك، قال النائب البرلماني محمد أوزين، داخل قبة البرلمان اليوم الاثنين: “نحن نقبل الاختلاف ونحن من أسس له، لكن لا نقبل الخروج عن الإجماع الوطني”، مستدركا: “لن نقبل اللعب في شرود”.
وزاد “المونديال رسالة إلى خصوم الوطن ولبعض معاولهم الداخلية والأصوات النشاز التي آمنها الوطن من خوف وأطعمها من جوع، وهي اليوم تصر على معزوفة الخصوم الشاردة واللعب في شرود عن الإجماع الوطني الصلب والمنيع”.
وأردف أوزين “سنتصدى لكل محاولة فاشلة تروم الفرقعات الإعلامية العابرة ونظرية خالف تُعرف”.
بدورها، قالت أمينة بن الشيخ، الناشطة الأمازيغية والمستشارة في ديوان رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، في مقال رأي، إن تصريح عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بشأن دعم ما يُسمى بـ “تقرير المصير” في قضية الصحراء المغربية يعكس، للأسف، رؤية منفصلة عن الواقع التاريخي والجغرافي للمغرب.
وزادت “هذا الموقف، الذي يُسوَّق على أنه دفاع عن حقوق الإنسان، ينبع في حقيقته من مرجعية أيديولوجية تجاوزها الزمن، إنها مرجعية ترتكز على أفكار القومية العربية”.
وأشارت إلى أن ما تبقى من هذه الإيديولوجيا الآن ليس سوى أفكار معزولة ومواقف متكلسة، لم تستوعب التحولات العميقة التي شهدها المغرب، حيث الوحدة والتنوع يشكلان أساس الهوية المغربية وبناء أمة قوية.
وإذا كان عزيز غالي، ومن لا يزالون يتبنون أيديولوجيات القومية البعثية، يحنّون إلى سنوات السبعينيات – تستطرد بن الشيخ – فليبحثوا عن هذا الحنين تحت أنقاض الأنظمة التي فرضت تلك الأيديولوجيات بالقوة على شعوبها.
وزادت “وإذا كانت قضية الصحراء معيارًا تُقاس به العلاقات الدولية، فهي أيضًا معيار تُقاس به الوطنية. فالاعتراف بمغربية الصحراء لا يعكس فقط التزام المغاربة بوحدة وطنهم وسيادته، بل يشكل ركيزة أساسية لتعزيز الانتماء الوطني وتوحيد الصفوف”.