تفاعل مأمون عامري الباحث في قضية الصحراء المغربية، مع تأثير الأحداث الأخيرة والتحولات الجيوسياسية، التي ستشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكد عامري في تصريح لمشاهد 24 أن محاولات التقارب في العلاقات المغربية الإيرانية، أو الاستفادة من المشهد و الوضع الحالي في سوريا، سيكون بمثابة بداية لنهاية سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين المغرب و إيران و سوريا.
وأبرز الخبير أن التقارب المغربي الإيراني المرتقب، والحكمة المغربية تجاه الملف السوري، ستكون بمثابة ضربة موجعة للنظام الجزائري، الذي أصبح مع مرور الزمن يفقد دعم دول حليفة له ولربيبته البوليساريو.
وأشار إلى أنه رغم كل المحاولات التي قامت بها الجزائر بإغراق مجموعة من الدول بالمال على حساب شعبها، إلا أن الدبلوماسية المغربية نجحت في ربح الرهان في ملف الصحراء.
وشدد على أن كل تقارب مع المملكة سيبقى رهين بمجموعة من المحددات والشروط، رسمها الخطاب الملكي حين اعتبر المنظار الذي سينظر به المغرب إلى العالم ، لا يمكن أن يحصل إلا عبر الاعتراف الحقيقي و الصادق بمغربية الصحراء، وهذا ما جعل دول كبيرة مثل فرنسا و إسبانيا تعترف بمغربية الصحراء، لتضرب آخر مسمار في نعش نظام العسكر الجزائري.
واعتبر عامري أن الدعوات الأخيرة لأعضاء في الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا و محاولة الضغط على حكومتها قصد تقريب العلاقات مع المغرب، قد لا تجد لها آذانا صاغية في الوقت الحالي، لكن كل شيء ممكن في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أنه من الصعب الجزم أن جنوب إفريقيا قد تغير موقفها من ملف الصحراء المغربية بشكل مفاجئ، و هي التي تعتبر المملكة الخصم الوحيد الذي يستطيع منافستها على قيادة القارة السمراء.
وأكد في الأخير أن حنكة الدبلوماسية المغربية، قد تدفع مستقبلا في إحداث تغييرات كبيرة في مواقف بريتوريا و إرغامها على الأقل، على اعتماد الحياد في مواقفها و سياساتها فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.