في إطار التنسيق الأمني المتواصل والمتميز بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية لصد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكتين، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمفوضية العامة للاستعلامات التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية، أمس الجمعة 22 نونبر الجاري، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” بالساحل، تتكون من تسعة عناصر من بينهم ثلاثة ينشطون بتطوان والفنيدق وستة آخرين بمدريد وإبيزا وسبتة.
وأسفر التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا، خلال السنوات الأخيرة، عن تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية والشبكات الإجرامية التي تنشط في مجالي تهريب المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها.
وفي وقت سابق، وصف وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، التعاون بين بلاده والمغرب في مجال الأمن بـ”الاستثنائي والمذهل”.
وقال محمد أكضيض، الخبير في الشؤون الأمنية، أستاذ سابق بالمعهد الملكي للشرطة، إن هذه العملية النوعية التي قامت بها الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، هي ثمار للتعاون الوثيق بين الرباط ومدريد لصد التهديدات الإرهابية.
وأضاف أكضيض في تصريح لـ”مشاهد24″ أن التعاون الأمني الذي ما فتئ يتعزز بين الرباط ومدريد، يقف سدا منيعا أمام الشبكات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذه العملية النوعية ليست الأولى من نوعها.
وأبرز المتحدث أهمية التعاون في التصدي للتهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكتين. لافتاً أن الخطر الإرهابي سيظل قائما وأن التعاون هو الآلية المناسبة لاجتثاثه.
ويعتقد الأستاذ السابق بالمعهد الملكي للشرطة أن التعاون الأمني بين الرباط ومدريد أساسي، لا سيما في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، وذلك في ظل المخاطر الإقليمية والدولية.
وأكد أكضيض أن التعاون الأمني بين البلدين يُجنّب إسبانيا حمام دم؛ لأن بعض المتطرفين يحلمون بإقامة دولة إسلامية جديدة مثل الأندلس في جنوب إسبانيا، وهو ما يجعل هذا البلد الجار في خطر دائم.