أكد الشرقاوي الروداني الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية، أن تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” تنشط بين مدينتي تطوان وشفشاون، يعد عملية نوعية واستباقية تبرهن مجددا على يقظة الأجهزة الأمنية المغربية من خلال تتبع ميداني دقيق وإشراف عملياتي محكم.
وأضاف الروداني ضمن حديث لـ”مشاهد24″ بشأن العملية الأمنية التي باشرتها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، أن المغرب نسف مخططا إرهابيا كان تنظيم “داعش” يمني النفس أن يرفع به أسهمه في بورصة الجماعات الإرهابية.
وتابع موضحا “تنظيم داعش أصبح يتواجد ويسيطر بالفراغات الجيو أمنية بدول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، وتجنيد هذه الخلية كان الهدف منه ضرب المغرب البلد الذي ينعم بالأمن والاستقرار ويلعب أدوار طلائعية في تحييد الخطر الإرهابي، بالتالي داعش الساحل كان يسعى لرفع أسهمه في بورصة الجماعات الإرهابية”.
واسترسل الخبير الأمني في قراءته مبرزا أن اختيار “داعش” تجنيد شبان تتراوح أعمارهم بين 20 و27 سنة بتطوان وشفشاون، يحمل عدة دلالات فيما يتعلق بالدوافع الاستراتيجية للتنظيم الإرهابي، ترتبط الأولى بالموقع الجغرافي حيث تم استهداف مدن مجاورة لمضيق جبل طارق وعلى مقربة من دول أوروبية.
“هناك استهداف لمناطق حيوية لها دلالات استراتيجية في القرب الجغرافي وكذلك الدوافع الجيو سياسية المرتبطة بأمن واستقرار المملكة في علاقتها مع الدول الأوروبية، خصوصا أن المؤسسات الأمنية المغربية تلعب أدوارا كبيرة وطلائعية في نحييد الخطر الإرهابي سواء بإسبانيا أو فرنسا أو البرتغال وغيرها.. وعلاقة المغرب مع دول الاتحاد الأوروبي هي علاقة مهمة ولها خصوصية مرتبطة برؤية عملياتية في تفكيك الخلايا الإرهابية” يردف الروداني.
وفي مقام ثان، لفت المتحدث إلى أن الخلية كانت تحضر مخططها الإرهابي في فترة جد حساسة من السنة، حيث تشهد المناطق الشمالية خلال العطلة الصيفية توافدا كبيرا للمصطافين من مختلف أنحاء المملكة وخارجها، مشددا على أن الاستهداف كان استراتيجيا.
وبخصوص المحجوزات التي تمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية من حجزها، وهي تحديدا بندقية مزودة بمنظار ومسدسين، ومجموعة من الدعامات الإلكترونية، سجل الخبير أن الأمر يتعلق بعتاد متطور اعتمدته الخلية المفككة في المرور إلى مرحلة تنفيذ مخططها الذي كان وشيكا ونسفته يقظة الأمن المغربي.
يذكر أنه تم إيداع الموقوفين الأربعة في إطار هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير